من جوناثان سبيسر
اسطنبول (رويترز) - ذكرت وسائل إعلام تركية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن 12 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 30 آخرون يوم السبت إثر انفجار سيارة في سوق بمدينة تل أبيض السورية الحدودية التي سيطرت عليها قوات موالية لتركيا الشهر الماضي.
وقالت أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية هي المسؤولة عن الهجوم. وتستهدف تركيا الوحدات في توغلها العسكري بشمال شرق سوريا الذي بدأته الشهر الماضي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين موالين لتركيا ومدنيين سقطوا ضمن القتلى والجرحى في تل أبيض. وقالت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء إن الانفجار نتج عن سيارة محملة بمتفجرات وأودى بحياة 13 شخصا في أحد الأسواق بالمدينة.
وتل أبيض إحدى مدينتين رئيسيتين على الحدود شهدتا أعنف المعارك منذ بدأت تركيا توغلها العسكري في التاسع من أكتوبر تشرين الأول لانتزاع أراض من الوحدات في شمال سوريا.
وظلت الوحدات متحالفة لسنوات مع الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
ووقع التفجير بعد أسبوعين من الهدوء النسبي في شمال شرق سوريا وبعد يوم من بدء قوات روسية وتركية دوريات مشتركة بموجب اتفاق بين البلدين أرغم الوحدات على الانسحاب من المنطقة القريبة من الحدود التركية.
وقالت موسكو إن وحدات حماية الشعب الكردية انسحبت حتى 30 كيلومترا على الأقل من الحدود التركية وفقا للاتفاق لكن أنقرة عبرت عن تشككها ولم تستبعد إمكانية شن هجمات جديدة إذا بقي أعضاء من الوحدات في المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع التركية على تويتر "نندد بهذا الهجوم المجرد من الإنسانية لإرهابيي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب المتعطشين للدماء الذين هاجموا المدنيين الأبرياء في تل أبيض بعد أن عادوا إلى ديارهم وأراضيهم نتيجة عملية نبع السلام" بحسب وصف تركيا لهجومها في شمال سوريا.
ووجه المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين أصابع الاتهام للوحدات أيضا.
ولم يتسن بعد الوصول إلى متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب للتعقيب.
وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية كما تعتبر أنقرة الوحدات منظمة إرهابية.
وبعد أيام من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ في السادس من أكتوبر تشرين الأول سحب قواته من شمال شرق سوريا، شنت تركيا وفصائل سورية حليفة هجوما عبر الحدود وسيطرت على تل أبيض وشريط بامتداد 120 كيلومترا تقريبا على الحدود.
وقال المرصد السوري إن الهجوم التركي تسبب في نزوح نحو 300 ألف شخص ومقتل 120 مدنيا.
وأسفر الهجوم الذي نددت به عشرات الدول في الغرب والشرق الأوسط عن سيطرة جماعة الجيش الوطني السوري المدعومة من أنقرة على تل أبيض.
ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا لقطع خرسانية وحطام متراكم في أحد شوارع المدينة. وذكرت وكالة الأناضول أن بعض المصابين يتلقون العلاج في مدينة شانلي أورفا التركية الواقعة على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال.
(شاركت في التغطية ليزا بارينجتون - إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)