من دوينا شياكو ودافني بساليداكيس
واشنطن (رويترز) - دافع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد عن تقديرات المخابرات التي قادت إلى قتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني، بينما شكك مشرعون ديمقراطيون فيما إذا كان هناك خطر وشيك استدعى ذلك.
وعندما سُئل بشأن تقارير تشير إلى أن تقديرات المخابرات التي قادت لشن ضربة يوم الجمعة الجوية كانت ضعيفة، قال بومبيو إن كبار القادة الذين اطلعوا على تقارير المخابرات الأمريكية "لم يخالجهم شك" بهذا الخصوص.
أضاف بومبيو خلال مقابلة مع برنامج (ذيس ويك) على قناة (إيه.بي.سي) "تقديرات المخابرات أوضحت أن التقاعس، بما يسمح لسليماني بمواصلة تدبيره وتخطيطه، لحملته الإرهابية يمثل خطرا أكبر من التحرك الذي أقدمنا عليه الأسبوع الماضي".
وقُتل سليماني، وهو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يوم الجمعة في ضربة بطائرة أمريكية مُسيّرة على موكبه عند مطار بغداد في هجوم نقل العداء طويل الأمد بين واشنطن وطهران إلى مستوى آخر لا مثيل له وزاد من احتمالات نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وبعد أن وعدت إيران بالانتقام كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة تغريدات على تويتر يوم السبت مهددا باستهداف 52 هدفا إيرانيا بعضها "على درجة عالية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية" إذا هاجمت إيران أمريكيين أو أصولا أمريكية.
وأصر بومبيو على أن أي ضربات أمريكية في المستقبل ستكون مشروعة.
وقال السناتور الديمقراطي مارك وارنر نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لرويترز إنه لا يعتقد أنه كان هناك تهديد وشيك يبرر الضربة التي قتلت سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران.
وقال وارنر في برنامج (ميت ذا برس) على شبكة (إن.بي.سي) "أقبل فكرة أنه كان هناك تهديد حقيقي. أما كونه وشيكا فهو شيء أحتاج لمزيد من المعلومات بخصوصه".
وقال السناتور تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ لبرنامج (ذيس ويك) على قناة (إيه.بي.سي) "لا نريد أن يدخلنا هذا الرئيس في حرب كبيرة سواء بتفاهة أو اندفاع".
* ‘الرد على متخذي القرار‘
لم يخض بومبيو في تفاصيل بشأن تصريحاته بأن ضربة يوم الجمعة استهدفت منع "هجوم وشيك". وقال إن التهديد الذي كان يمثله سليماني طويل الأمد ومستمر وإن الجنرال الإيراني كان يوجه بقتل الأمريكيين منذ سنوات.
أضاف في برنامج (ستيت أوف ذا يونيون) على شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية "كان رجلا سيئا. أبعدناه عن ساحة المعارك. رأينا أنه كان يضع مزيدا من الخطط لقتل أمريكيين، وفي بعض الحالات الكثير من الأمريكيين".
وتابع بومبيو "قلنا للنظام الإيراني: كفى. لا يمكنكم الإفلات باستخدام قوات بالوكالة وتظنون أن بلدكم سيكون سالما وآمنا. سنرد على متخذي القرار الفعليين، الذين يمثلون هذا الخطر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأطلعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الجمعة أعضاء من لجنتي الخدمات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ على الهجوم.
وقال بومبيو إنه جرى إطلاع زعماء في الكونجرس على معلومات المخابرات ويتوقع أن يتم إطلاعهم مجددا هذا الأسبوع.
وبعث البيت الأبيض يوم السبت إخطارا رسميا للكونجرس بشأن ضربة يوم الجمعة، كما ينص القانون، وذلك وسط شكاوى من الديمقراطيين بأن الرئيس دونالد ترامب لم يخطر النواب ولم يطلب موافقة مسبقة لتنفيذ الهجوم.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إن العملية قانونية وإن محاميي وزارة العدل أقروا الخطة.
وأيّد الجمهوريون في الكونجرس تصرف ترامب على وجه العموم. وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل يوم الجمعة إنه "ما من رجل على قيد الحياة يتحمل أكبر قدر من المسؤولية المباشرة عن قتل مزيد من الجنود الأمريكيين أكثر من قاسم سليماني".
وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي المنتمية للحزب الديمقراطي نانسي بيلوسي إن الضربة نُفذت دون إذن محدد أو حتى تشاور مع الكونجرس.
وفي بيان يوم السبت قالت إن قتل سليماني كان "استفزازا وتصعيدا وغير متناسب" وإن الإخطار الذي أُرسل لمشرعين أثار "تساؤلات خطيرة وعاجلة بشأن التوقيت والأسلوب وتبرير قرار الإدارة للانخراط في أعمال قتالية ضد إيران".
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)