دبي (رويترز) - قالت منظمة الصحة العالمية إن رحلات طيران بدأت من العاصمة اليمنية صنعاء يوم الاثنين لنقل المرضى الذين يحتاجون رعاية طبية عاجلة في إجراء طال انتظاره لبناء الثقة في إطار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ خمس سنوات.
ومن بين 16 مريضا، كان عبد الله عابد (15 عاما) على متن أول طائرة متوجهة إلى العاصمة الأردنية عمان.
وقال عابد إنه يعاني من فشل كلوي ويحتاج لزراعة كلى.
ويشهد اليمن صراعا منذ أخرج الحوثيون المتحالفون مع إيران حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء في أواخر عام 2014. وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في عام 2015 في محاولة لإعادة هادي.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن من مطار صنعاء إن المفاوضات من أجل ترتيب هذه الرحلات استغرقت عامين. والمطار مغلق أمام الرحلات المدنية منذ 2015 لكن من المسموح لطائرات الأمم المتحدة الهبوط.
وقالت جراندي إن هناك آلافا في حاجة لتلقي الرعاية الصحية. وتابعت "هذه هي أول رحلة، وستكون هناك رحلات أخرى"، مشيرة إلى أن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الحرب.
وستنطلق الرحلات من صنعاء إلى عمّان وأيضا إلى القاهرة تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية. ووجهت الأمم المتحدة الشكر إلى مصر والأردن والسعودية على جهودها. وأضافت "تعاون والتزام حكومة اليمن وسلطات صنعاء جعل إتمام هذه العملية ممكنا".
وقالت منظمة الصحة العالمية على تويتر "معظم المرضى نساء وأطفال يعانون من حالات مثل أنواع شرسة من السرطان وأورام المخ أو يحتاجون لزراعة أعضاء وجراحات ترميمية".
وقال المجلس النرويجي للاجئين، وهو منظمة إغاثة، "من المأمول أن تسمح هذه الرحلات بإطلاق رحلات ’جسر’ طبي منتظم للمرضى". وأضاف "ليس هناك ما يبرر معاقبة المدنيين المرضى بمنعهم من الحصول على الرعاية الصحية".
ورغم أن الحوثيين يسيطرون على مطار صنعاء، فإن التحالف يسيطر على المجال الجوي مما يقيّد الوصول إليه.
وتمثل إعادة فتح المطار هدفا مهما لمحادثات سلام بقيادة الأمم المتحدة ومطلبا رئيسيا للإدارة الحوثية.
وتحاول الأمم المتحدة استئناف المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب. ومن ناحية أخرى تجري الرياض محادثات غير رسمية مع الحوثيين منذ أواخر سبتمبر أيلول لخفض التصعيد.
وقال مصدر دبلوماسي إن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث أجرى محادثات، كانت بمثابة فرصة أخيرة، مع الحوثيين يوم الأحد بخصوص خطط الإجلاء الطبي.
وقال جريفيث وجراندي وممثل لمنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك إن طائرة ثانية ستُقل باقي الدفعة الأولى المؤلفة من 30 مريضا إلى عمّان، ومن المقرر ترتيب مزيد من الرحلات.
وقال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين إن 32 ألف شخص مسجلون على قوائم الإجلاء الطبي.
(تغطية صحفية ليزا بارينجتون وفريق رويترز في اليمن - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)