من ألكسندر كورنويل
الدوحة (رويترز) - يمكن أن يؤدي دور قطر في إبرام اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في مطلع الأسبوع إلى تعزيز علاقاتها مع واشنطن رغم جهود دول عربية أخرى في الخليج على خلاف مع الدوحة لتهميش دورها على الصعيد العالمي.
وتم توقيع الاتفاق بعد محادثات استمرت أكثر من عام ونصف العام عُقد معظمها في الدوحة التي تستضيف الجناح السياسي لطالبان. ويمهد هذا الاتفاق الطريق أمام انسحاب الولايات المتحدة تدريجيا من أفغانستان واحتمال انهاء الصراع الدائر منذ 18 عاما
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للصحفيين بعد حفل توقيع الاتفاق في الدوحة يوم السبت "كانت قطر شريكا مهما بشكل كبير للغاية في وصولنا إلى هذه اللحظة الحاسمة. عندما واجهنا عثرات على الطريق ساعدونا في تذليلها".
ورغم أن مفاوضات السلام بين الجانبين الأفغانيين يمكن أن تستمر أعواما فإن اتفاق الدوحة يسمح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان تحقيقه نجاحا كبيرا في مجال السياسة الخارجية.
وقال جيمس دورسي كبير الباحثين في كلية سانت راجاراتنام للدراسات الدولية ومعهد الشرق الأوسط في سنغافورة "حاول القطريون بشكل أساسي أن يجعلوا أنفسهم مهمين للولايات المتحدة بأن يكونوا وسطاء عندما احتاج الأمريكيون إلى وسطاء، ومن الطبيعي أن وضع قطر بهذا الشكل فيما بعد عام 2017 كان مهما جدا".
وفي عام 2017 بدا أن ترامب أخذ جانب السعودية وحلفائها عندما قطعوا العلاقات مع قطر بسبب مزاعم عن دعمها للإرهاب وتوددها لخصمهم التقليدي إيران.
وتنفي الدوحة الاتهامات وتقول إن المقاطعة السياسية والتجارية وحظر السفر الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ منتصف عام 2017 يهدف إلى تقليص سيادتها.
وحاولت الولايات المتحدة التي تريد جبهة موحدة في الخليج ضد إيران التوسط لإنهاء النزاع الذي انفجر بعد توترات كبيرة طويلة سببها دور قطر الأكبر من حجمها في الشرق الأوسط ورعايتها لفصائل معينة في صراعات المنطقة.
* قوة ناعمة
وقد يضع الاتفاق مع طالبان قطر في وضع يساعدها في وقف التوترات بين واشنطن وإيران.
وتستضيف قطر أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة وتشترك في حقل غاز ضخم مع إيران التي وقفت إلى جانب الدوحة في النزاع الخليجي.
وقالت لولوة بنت راشد الخاطر مساعدة وزير خارجية قطر للصحفيين يوم السبت إنها تعتقد الآن أن اللاعبين الدوليين يعرفون إلى أين يذهبون إذا أرادوا حل نزاعات المنطقة.
وقال دبلوماسيان غربيان لرويترز إن قطر لعبت دورا أساسيا عندما انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان.
وقال مسؤول قطري شارك في العملية السلمية إن الدوحة سعت إلى طريقة "لحفظ ماء الوجه" إنقاذا للمحادثات عندما ألغى ترامب اجتماعا في سبتمبر أيلول مع قادة طالبان في كامب ديفيد بعد أن أعلنت الحركة عن هجوم في كابول قُتل فيه جندي أمريكي.
وقال مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات إن قطر فكرت في فعل شيئين أولهما إطلاق سراح رهائن أو تبادل للسجناء، والآخر هو العمل من أجل خفض العنف.
وقال في إفادة صحفية يوم السبت إن قطر فكرت في أنها إذا نجحت في هذين الأمرين فإن بالإمكان إنقاذ العملية السلمية وإعادة الطرفين إلى مائدة المفاوضات من جديد وهذا ما فعلته الدوحة في نوفمبر تشرين الثاني.
وكان القحطاني يشير إلى قيام طالبان في نوفمبر تشرين الثاني بإطلاق سراح أستاذين جامعيين أحدهما أمريكي والآخر أسترالي كانت الحركة قد احتجزتهما رهينتين لأكثر من ثلاثة أعوام وذلك في مقابل الإفراج عن ثلاثة من قادتها كانوا لدى حكومة كابول.
وسبق توقيع اتفاق يوم السبت خفض للعنف استمر أسبوعا.
وقال القحطاني إن قطر نصحت الولايات المتحدة أيضا بعدم تشتيت جهود السلام، فيما بدا أنها إشارة إلى محاولات خصوم للدوحة استضافة بعض جولات المحادثات.
وكان ممثلون لطالبان ومسؤولون أمريكيون قد اجتمعوا في الإمارات في ديسمبر كانون الأول عام 2018 وشارك في الاجتماع مسؤولون من السعودية وباكستان والإمارات.
وقال المعلق الإماراتي البارز عبد الخالق عبد الله على تويتر يوم السبت إن اتفاق الولايات المتحدة وطالبان كان يجب أن يتم برعاية دولة خليجية أخرى غير قطر مضيفا أن الاتفاق يعتبر مع ذلك نصرا للدبلوماسية الخليجية.
![](https://i-invdn-com.akamaized.net/trkd-images/LYNXMPEG201Y3_L.jpg)
ورد عليه مستخدم تويتر حماد القحطاني قائلا إن الاتفاق كان نصرا لدبلوماسية قطر وحدها.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)