من فرانسوا ميرفي
فيينا (رويترز) - انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتحقق من تنفيذ الاتفاق النووي المضطرب بين إيران والقوى الكبرى، طهران يوم الثلاثاء لعدم الرد على أسئلة عن أنشطتها النووية السابقة في ثلاثة مواقع ورفضها السماح لمفتشي الوكالة بدخول اثنين من تلك المواقع.
وكانت رويترز قد كشفت يوم الاثنين عن أن الوكالة تعتزم إصدار تقرير ثان إضافة إلى تقريرها ربع السنوي بشأن أنشطة إيران النووية وتوبيخ الجمهورية الإسلامية لعدم تعاونها الكامل معها بشكل عام ورفضها السماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول موقع أو أكثر من المواقع التي تهتم الوكالة بدخولها.
وجاء في التقرير الاعتيادي أن مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب بلغ ثلاثة أمثاله تقريبا منذ نوفمبر تشرين الثاني ليصل إلى أكثر من طن في الوقت الذي تواصل فيه طهران مخالفة القيود الرئيسية في الاتفاق ردا على قيام الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات عليها منذ إعلان واشنطن الانسحاب من الاتفاق في مايو أيار عام 2018.
وتناول التقرير الثاني، وهو تقرير استثنائي، أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لا تزال بغير رد وكذلك رفض إيران السماح بدخول المواقع التي يقول دبلوماسي كبير إنه يعتقد أنها كانت نشيطة في السنوات الأولي من العقد الأول من القرن الحالي.
وقال التقرير الثاني الموجه إلى الدول الأعضاء في الوكالة وهو سري "لم تسمح إيران بدخول الوكالة موقعين.. ولم تشارك في نقاشات مهمة للرد على استفسارات الوكالة المتعلقة بما يمكن أن يكون مواد نووية غير معلنة وأنشطة نووية ذات صلة".
وقال التقرير الذي اطلعت عليه رويترز "يدعو المدير العام (للوكالة) إيران إلى التعاون الكامل فورا مع الوكالة بما في ذلك السماح بدخول المواقع المحددة على وجه السرعة".
ويشير التقرير إلى المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي وهو من الأرجنتين وشغل المنصب في ديسمبر كانون الأول.
وليس من الواضح ما الذي يعتقد أنه حدث بالفعل في المواقع الثلاثة التي لم تزرها الوكالة الدولية لطاقة الذرية من قبل. وهي أيضا مختلفة عن الموقع الموجود في طهران والذي لفت الانتباه إليه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في عام 2018 قائلا إنه "مستودع ذري سري" والذي وجدت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثار يورانيوم في وقت لاحق.
وأضاف التقرير الثاني أن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها "لن تعترف بأي زعم عن أنشطة سابقة ولا تعتبر نفسها ملتزمة بالرد على مثل هذه المزاعم".
ورغم أن اتفاق عام 2015 أغفل الأنشطة الذرية الإيرانية السابقة فإن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية طبقا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية يجعل من الضروري أن تقتفي آثار جميع المواد والأنشطة النووية. وإذا ظهرت أشياء لم تكن معروفة في السابق تقوم الوكالة بالتحقيق فيها.
ويهدف الاتفاق النووي الذي رفع العقوبات الدولية عن إيران في مقابل قيود على برنامجها النووي إلى إبقاء إيران دائما على مسافة عام على الأقل من جمع المواد الانشطارية الكافية لصناعة قنبلة ذرية إذا سعت إلى ذلك.
وتنفي إيران أنها حازت برنامجا للأسلحة النووية وتقول إنها لن تسعى أبدا لصناعة قنبلة ذرية.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير حسن عمار) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20200303T141327+0000