(لتوضيح أن رئيس الوزراء الفلسطيني أصدر بيانا وليس مرسوما)
من عادل أبو نعمة وعلي صوافطة
أريحا/رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - أمرت الحكومة الفلسطينية العمال الفلسطينيين في إسرائيل وفي المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة بالعودة إلى مواطنهم قائلة إن وظائفهم تعرضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
وقد يؤدي البيان الذي أعلنه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في وقت متأخر يوم الثلاثاء إلى إغلاق صناعة البناء في إسرائيل، التي تعتمد بشكل كبير على العمالة الفلسطينية.
وقامت إسرائيل بترتيبات خاصة للكثيرين من نحو 100 ألف فلسطيني، يعبرون عادة من الضفة الغربية يوميا، للمبيت في مدن إسرائيلية قبل إغلاق الحدود يوم الأحد للحد من انتشار الفيروس.
لكن مجموعات في الصناعة ونشطاء يقولون إنه بينما وجد معظم العمال مساكن مؤقتة في فنادق وشقق فارغة، اضطر آلاف آخرون إلى النوم في مبان لا تزال قيد الإنشاء، وتكون غالبا المواقع التي يعملون فيها.
وحذر اشتية من أن الظروف المعيشية غير الملائمة قد تؤدي إلى انتشار الفيروس، وقال إن على جميع العمال الفلسطينيين العودة إلى منازلهم "وذلك حماية لهم وحفاظا على سلامتهم".
ويكسب العمال الفلسطينيون أجرا أعلى مقابل العمل في إسرائيل مما يكسبونه في عمل مماثل بالمدن الفلسطينية. لكن المسؤولين عبروا عن مخاوفهم في الأسابيع الأخيرة من أنهم قد يصابون بالمرض وينشرونه عند عودتهم إلى منازلهم.
وقال شاي بوزنر المسؤول في رابطة شركات الإنشاءات الإسرائيلية "لم نكن نتوقع ذلك. لكننا ندرك أن هذه مسألة تتعلق بالصحة والسلامة. سنحترم قرار (الفلسطينيين)".
وجرى الإبلاغ عن أكثر من 2000 حالة إصابة وخمس وفيات في إسرائيل، ونحو 60 حالة في الضفة الغربية المحتلة، حيث تتمتع السلطة الفلسطينية بحكم ذاتي محدود.
وفي وقت مبكر من يوم الأربعاء، كان نحو 500 عامل فلسطيني بانتظار قيام السلطات الطبية بفحصهم ومعرفة درجة حرارتهم عند مدخل مدينة أريحا بالضفة الغربية بعد العودة من منطقة صناعية في مستوطنة قرب القدس.
وقال أمين العسلي (55 عاما) الذي كان يبيت في المنطقة الصناعية ميشور أدوميم "للحفاظ على سلامتنا، التزمنا بالتعليمات ... نحن الآن في طريقنا إلى المنزل، وسوف نبقى في الحجر الصحي لمدة 14 يوما".
وجاء قرار الإعادة في أعقاب احتجاج عام بين الفلسطينيين على مزاعم بسوء معاملة عامل فلسطيني أعادته السلطات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية هذا الأسبوع.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطيني المريض وهو جالس على جانب الطريق عند نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية على حدود الضفة الغربية.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن السلطات الإسرائيلية ألقت به هناك بعد أن دخل مستشفى إسرائيلي مصابا بالحمى. ونقلته سيارة إسعاف فلسطينية من عند نقطة التفتيش.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه كان يعمل بدون تصريح ولم تظهر أي علامات على إصابته بفيروس كورونا قبل إعادته.
(شارك في التغطية رامي أيوب - إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)