من ألكسندرا أولمر وسواتي بهات
مومباي (رويترز) - طلب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي يوم الأحد الصفح من فقراء بلاده مع تفاقم الثمن الاقتصادي والإنساني للحجر الصحي العام على مستوى البلاد لمدة 21 يوما وتصاعد الانتقادات لغياب التخطيط المناسب قبل اتخاذ القرار.
وكان مودي قد أعلن يوم الثلاثاء فرض حجر صحي عام في الهند يستمر ثلاثة أسابيع للحد من انتشار فيروس كورونا لكن القرار كان له وقع الصاعقة على ملايين الهنود الفقراء لأنه ترك الكثيرين منهم جوعى وأجبر عشرات الألوف من المهاجرين العاطلين على الفرار من المدن والسير مئات الكيلومترات عائدين إلى القرى التي جاءوا منها.
وقال مودي في كلمة إلى الهنود أذيعت بالراديو "أود أولا أن أطلب الصفح من كل أهل بلادي". وأضاف أن الفقراء "سيفكرون بالتأكيد ‘أي رئيس وزراء هذا الذي عرضنا لهذه المتاعب الهائلة‘". وحث المواطنين على استيعاب أنه لم يكن هناك خيار آخر.
ومضى مودي يقول "الخطوات التي اتخذت حتى الآن... ستمنح الهند النصر على كورونا".
وارتفعت حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الهند يوم الأحد إلى 979 وحالات الوفاة إلى 25 حالة.
وكانت حكومة مودي قد أعلنت يوم الخميس عن برنامج تحفيز اقتصادي قيمته 22.6 مليار دولار لتوفير دعم مالي مباشر ومساعدات غذائية للفقراء.
وفي مقال رأي نشر يوم الأحد حذر أبيجيت بانيرجي وإستر دوفلو وهما اثنان من ثلاثة فازوا بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 2019 من أن المزيد من المساعدات مطلوب للفقراء.
وقالا في المقال الذي نشرته صحيفة إنديان إكسبريس "دون ذلك ستتحول أزمة الطلب إلى انهيار اقتصادي ولن يكون أمام الناس اختيار سوى عصيان الأوامر".
ومن المتوقع أن يفاقم الإغلاق من صعوبات اقتصاد الهند في وقت تراجع فيه النمو بالفعل إلى أدنى مستوى في ست سنوات.
* أزمة المهاجرين
يبدو أنه ما يزال هناك تأييد واسع لإجراءات قوية لتجنب كارثة يتسبب فيها فيروس كورونا في الهند التي يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة وتعاني من ضعف نظام الرعاية الصحية العام.
لكن زعماء المعارضة ومحللين وبعض المواطنين ينتقدون بشكل متزايد تطبيق تلك الإجراءات. ويقولون إن الحكومة تفاجأت فيما يبدو بالتحرك الجماعي للمهاجرين عقب الإعلان وهو ما يهدد بانتشار المرض في المناطق النائية.
وبينما انتشرت عبر وسائل الإعلام المحلية صور العمال المهاجرين وهم يسيرون مسافات طويلة للعودة إلى ديارهم كتب المعارض السياسي راؤول غاندي على تويتر "الحكومة لم يكن لديها خطط طوارئ لهذا النزوح".
وتصدر وسم (مودي صنع كارثة) موقع تويتر يوم الأحد في الهند.
وقالت الشرطة إن أربعة مهاجرين قتلوا يوم السبت عندما صدمتهم شاحنة في ولاية ماهاراشترا بغرب البلاد. وقال ضابط شرطة إن مهاجرا انهار وتوفي في ولاية اوتار براديش بشمال البلاد يوم السبت أيضا.
وقال العامل المهاجر مادهاف راي (28 عاما) بينما كان يمر بالطريق في اوتار براديش "سنموت من السير ونتضور جوعا قبل أن يقتلنا كورونا".
واليوم الأحد تجمع عدة مئات من المهاجرين في ميدان ببلدة بايباد بولاية كيرلا الجنوبية للمطالبة بتوفير وسائل نقل لإعادتهم إلى بلداتهم.
ودعت الحكومة المركزية الولايات لتوفير الطعام والمأوى للعمال المتعطلين، ولام مؤيدو مودي على حكومات الولايات عبر تويتر إخفاقها في تطبيق الإغلاق بشكل مناسب.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)