مينسك 9 أغسطس آب (رويترز) - يتجه رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو فيما يبدو لتحقيق فوز جديد ساحق في الانتخابات يوم الأحد على الرغم من مساعيه لاحتواء احتجاجات تشكل أكبر تحد في سنوات للرجل الذي يحكم البلاد منذ نحو ربع قرن.
ويواجه لوكاشينكو (65 عاما) موجة احتجاجات وسط مشاعر غضب متنامية إزاء تعامله مع وباء فيروس كورونا والاقتصاد وسجل حقوق الإنسان.
وأظهرت استطلاعات رأي الناخبين لدى الخروج من مراكز الاقتراع، والتي تجرى بموافقة الدولة، أن لوكاشينكو حصل على 79.7 بالمئة من الأصوات بينما حصلت منافسته سفيتلانا تيخانوسكايا، وهي معلمة سابقة مغمورة حازت الشهرة في الأسابيع الماضية بقيادة المظاهرات ضد الرئيس، على 6.8 بالمئة من الأصوات.
وخاضت تيخانوسكايا السباق الانتخابي بعد سجن زوجها المدون المعارض الذي كان ينوي الترشح.
ولم يقطع مراقبون أجانب بنزاهة وحرية الانتخابات في روسيا البيضاء طوال 25 عاما. وحذر لوكاشينكو المحتجين من مغبة النزول للشوارع بعد الانتخابات.
وجابت مركبات عسكرية ودوريات للشرطة شوارع العاصمة مينسك فيما بدا أنه استعداد لحملة أمنية جديدة كما تعرضت وسائل التواصل الاجتماعي لفترات انقطاع للخدمة.
وقد تؤدي حملة صارمة تباشرها السلطات حاليا ضد المعارضة إلى الإضرار بمحاولات لوكاشينكو إصلاح الروابط مع الغرب في ظل توتر مع روسيا الحليف التقليدي لبلاده والتي سعت للضغط على مينسك للدخول في اتحاد اقتصادي وسياسي أوثق.
ويحكم لوكاشينكو البلاد بقبضة حديدية منذ عام 1994.
وجذبت لقاءات تيخانوسكايا في حملة الدعاية الانتخابية بعضا من أكبر التجمعات منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991. ووصلت يوم الأحد لمركز الاقتراع مصحوبة بمئات من أنصارها الذين هتفوا باسمها.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن السلطات احتجزت أكثر من 1300 شخص في حملة أمنية من بينهم مراقبون مستقلون للانتخابات وأعضاء في فريق الحملة الانتخابية لتيخانوسكايا.
وبعد أن أدلى بصوته، نفى لوكاشينكو فرض أي إجراءات قمعية ووصف ما تردد بأنه "أخبار كاذبة واتهامات غير معقولة" وقال إنه لا يعتبر أن معسكر تيخانوسكايا يشكل أي تهديد.
وقال "إنهم ليسوا بالأهمية الكافية لتنفيذ أي قمع بحقهم".
ويقول لوكاشينكو، الذي يصور نفسه بأنه ضامن الاستقرار، إن المحتجين المعارضين يتعاونون مع داعمين أجانب بما في ذلك 33 شخصا يشتبه بأنهم مرتزقة روس احتجزتهم السلطات في يوليو تموز بتهمة التخطيط "لأعمال إرهاب".
وقال المحلل السياسي ألكسندر كلاسكوفسكي "أبدى لوكاشينكو صراحة رغبته في الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن. لكن السؤال ما هو الثمن؟".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20200809T184610+0000