من أندريه ماخوفسكي
مينسك 9 أغسطس آب (رويترز) - أطلقت شرطة روسيا البيضاء قنابل الصوت ونفذت اعتقالات لقمع احتجاجات خرجت فيما يتجه الرئيس ألكسندر لوكاشينكو للفوز بانتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الأحد في مواجهة أكبر تحد لقبضته المحكمة على السلطة.
وتظاهر الآلاف في شوارع العاصمة مينسك وصفق المحتجون وهتفوا "النصر" وأطلقوا أبواق سياراتهم تضامنا مع المعارضة.
وقال شاهد من رويترز إن الشرطة أغلقت بعض الشوارع واعتقلت ما لا يقل عن عشرة أشخاص في مكان واحد بالعاصمة. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى اعتقالات واشتباكات بين الشرطة ومحتجين في مينسك ومدن أخرى.
وألقي رجل من سيارة للشرطة في مينسك وظل دون حراك على الأرض حسبما قال شاهد من رويترز. وقالت الحكومة في بيان إنه لا توجد إصابات بين المحتجين.
ويحكم لوكاشينكو روسيا البيضاء منذ عام 1994 لكنه واجه موجة غضب لتعامله مع وباء فيروس كورونا والاقتصاد وسجل حقوق الإنسان.
وأظهرت استطلاعات رأي الناخبين لدى الخروج من مراكز الاقتراع، والتي تجرى بموافقة الدولة، أن لوكاشينكو حصل على 79.7 بالمئة من الأصوات بينما حصلت منافسته الرئيسية سفيتلانا تيخانوسكايا، التي كانت معلمة للغة الإنجليزية وحازت الشهرة في الأسابيع الماضية بقيادة المظاهرات ضد الرئيس، على 6.8 بالمئة من الأصوات.
وخاضت تيخانوسكايا السباق الانتخابي بعد سجن زوجها المدون المعارض الذي كان ينوي الترشح.
ولم يقطع مراقبون أجانب بنزاهة وحرية الانتخابات في روسيا البيضاء منذ عام 1995.
وجابت مركبات عسكرية ودوريات للشرطة والجيش شوارع مينسك فيما بدا أنه استعداد لحملة أمنية جديدة كما تعرضت خدمات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لفترات انقطاع.
وقد تؤدي حملة صارمة تباشرها السلطات ضد المعارضة إلى الإضرار بمحاولات لوكاشينكو إصلاح الروابط مع الغرب في ظل توتر مع روسيا الحليف التقليدي لبلاده والتي سعت للضغط على مينسك للدخول في اتحاد اقتصادي وسياسي أوثق.
وجذبت حشود تيخانوسكايا في حملة الدعاية الانتخابية بعضا من أكبر التجمعات منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991. ووصلت يوم الأحد لمركز الاقتراع مصحوبة بمئات من أنصارها الذين هتفوا باسمها.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن السلطات احتجزت أكثر من 1300 شخص في حملة أمنية قبل الانتخابات ومن بينهم مراقبون مستقلون للانتخابات وأعضاء في فريق الحملة الانتخابية لتيخانوسكايا.
وبعد أن أدلى بصوته، نفى لوكاشينكو فرض أي إجراءات قمعية ووصف ما تردد بأنه "أخبار كاذبة واتهامات غير معقولة" وقال إنه لا يعتبر أن معسكر تيخانوسكايا يشكل أي تهديد.
وقال "إنهم ليسوا بالأهمية الكافية لقمعهم".
ويقول لوكاشينكو، الذي يصور نفسه بأنه ضامن الاستقرار، إن المحتجين المعارضين يتعاونون مع داعمين أجانب لزعزعة استقرار روسيا البيضاء.
وقال المحلل السياسي ألكسندر كلاسكوفسكي "عبر لوكاشينكو من قبل عن رغبته في الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن. لكن السؤال ما هو الثمن؟"