من جريج تورود وجيمس بومفريت
هونج كونج (رويترز) - ألقت شرطة هونج كونج القبض على قطب الإعلام جيمي لاي يوم الاثنين بتهمة التواطؤ مع قوى أجنبية ليصبح أبرز شخص تعتقله السلطات بموجب قانون جديد للأمن القومي كما فتش نحو 200 شرطي مقر صحيفته أبل ديلي.
وصار لاي، المولود في بر الصين الرئيسي والذي تم تهريبه إلى هونج كونج في مركب صيد في سن الثانية عشرة وكان مفلسا، أحد أبرز النشطاء المؤيدين للديمقراطية في المدينة الخاضعة للحكم الصيني ومعارضا شديدا لبكين.
ويأتي اعتقاله وسط حملة صينية على المعارضة التي تطالب بالديمقراطية في المدينة كما يثير المزيد من المخاوف بشأن حرية وسائل الإعلام والحريات الأخرى التي وعدت بها الصين عندما عادت إليها المستعمرة البريطانية السابقة في عام 1997. وفرضت الصين القانون الجديد الكاسح على هونج كونج في 30 يونيو حزيران لتلاقي موجة تنديد من دول غربية.
وقال ستيفن باتلر منسق برنامج آسيا في لجنة حماية الصحفيين إن اعتقال لاي "يثير أسوأ المخاوف من أن قانون الأمن القومي لهونج كونج سيستخدم في قمع الرأي المعارض المطالب بالديمقراطية وتقييد حرية الصحافة".
وقال ريان لاو رئيس تحرير أبل ديلي وهي صحيفة شديدة الانتقاد للحكومة لرويترز إن اعتقال لاي لن يخيف الصحيفة.
ويفرض القانون الجديد للأمن عقوبات تصل إلى السجن مدى الحياة على أي أعمال تصفها الصين بأنها تخريب أو انفصال أو إرهاب أو تواطؤ مع قوى أجنبية. ويقول المنتقدون إن القانون يسحق الحريات بينما يقول المؤيدون إنه يعيد الاستقرار إلى المدينة التي شهدت احتجاجات طويلة في العام الماضي.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في الصين أن بكين تساند اعتقال لاي وتؤكد على الحاجة "لإنزال العقاب الشديد" بالمتواطئين مع قوى خارجية للمجازفة بالأمن القومي.
وقال متحدث باسم مكتب شؤون هونج كونج ومكاو في الصين لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن لاي يعد مثالا لمن "يعادون الصين وهونج كونج" وهو خطر يجب إزالته قبل أن يتسنى تحقيق السلام في هونج كونج.
ونقلت الوكالة عن المتحدث قوله "دعا الناس إلى القتال من أجل الولايات المتحدة وشارك في تخطيط وتنظيم سلسلة من الاحتجاجات غير القانونية والتحريض عليها".
وأضاف أن لاي قام بتمويل قوى مؤيدة للاستقلال واستخدم وسائل الإعلام التي يملكها لنشر الشائعات والتحريض على العنف.
وتابع أنه يجب معاقبة لاي وغيره ممن اعتقلوا يوم الاثنين بشدة لإظهار أن "العدالة ربما تتأخر لكنها لا تغيب أبدا".
وزار لاي (71 عاما) واشنطن مرارا حيث قابل عددا من كبار المسؤولين ومنهم وزير الخارجية مايك بومبيو وذلك بهدف حشد الدعم للديمقراطية في هونج كونج وهو ما دفع بكين لوصفه "بالخائن".
وقالت شرطة هونج كونج إنها ألقت القبض على لاي وتسعة رجال آخرين وامرأة تتراوح أعمارهم بين 23 و72 عاما لكنها لم تكشف عن أسمائهم مضيفة أن من الممكن إلقاء القبض على المزيد من الأشخاص.
وقالت الشرطة إن نحو 200 من أفرادها دخلوا مقر أبل ديلي بأمر قضائي وجمعوا 25 صندوقا من الأدلة بعد انتهاء التفتيش.
وكان لاي قد تعهد في مقابلة مع رويترز في مايو أيار بالبقاء في هونج كونج ومواصلة الكفاح من أجل الديمقراطية حتى رغم توقعه بأن يكون أحد المستهدفين بالقانون الجديد.
وبعد إلقاء القبض على لاي، اتهمت بريطانيا الصين باتخاذ قانون الأمن القومي ذريعة لإسكات المعارضة.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "هذا دليل آخر على أن قانون الأمن القومي يُتخذ ذريعة لإسكات المعارضة. يتعين على سلطات هونج كونج الحفاظ على حقوق وحريات شعبها".
وأضاف "نشعر بقلق بالغ لاعتقال جيمي لاي... حرية الصحافة مكفولة بوضوح في الإعلان الصيني البريطاني المشترك والقانون الأساسي ومن المفترض أنها مصانة بمقتضى المادة الرابعة من قانون الأمن القومي".
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)