أثينا (رويترز) - أشعل وصول سفينة المسح الزلزالي "أوروتش رئيس" يوم الاثنين إلى منطقة متنازع عليها بشرق المتوسط، بعد إعلان تركيا استئناف أعمال التنقيب عن الطاقة في المنطقة، التوتر من جديد بين بلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي بينهما تاريخ طويل من الشقاق.
وكادت اليونان وتركيا تخوضان حربا في عام 1974 بشأن قبرص التي باتت منقسمة منذ ذلك الحين حيث تدير إدارة من القبارصة الأتراك تعترف بها تركيا فقط الثلث الشمالي بينما تدير حكومة من القبارصة اليونانيين تحظى بالاعتراف الدولي الثلثين الواقعين في الجنوب.
وفيما يلي توضيح للنقاط الرئيسية للخلاف الناجم عن عداء طويل الأمد:
* الجرف القاري - أين يبدأ وأين ينتهي؟
الجرف القاري هو حافة كتلة اليابسة تحت البحر. وتقول اليونان إن لجزرها جميعا جرفا قاريا وبالتالي لها الحق في منطقة اقتصادية خالصة.
وترفض أنقرة ذلك.
كما غضبت تركيا من محاولة قبرص البحث عن الهيدروكربونات في مناطق تقول إنها على جرفها القاري.
وتأجج الخلاف الحدودي في السادس من أغسطس آب عندما وقعت اليونان اتفاقا على الحدود البحرية مع مصر، في خطوة قالت تركيا إنها انتهكت جرفها القاري.
وكان غضب اليونان قد ثار في المقابل في نوفمبر تشرين الثاني 2019 عندما وقعت تركيا اتفاقا لترسيم الحدود البحرية مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس.
أسس الاتفاق منطقة تتجاهل وجود جزيرة كريت اليونانية بين الساحلين التركي والليبي، ومهد الطريق إلى التنقيب عن الهيدروكربون.
وقالت اليونان إن اتفاقها مع مصر ألقى بالاتفاق التركي الليبي في "سلة المهملات".
* ما هي القوانين والمعاهدات ذات الصلة؟
وضعت معاهدات باريس للسلام لعام 1947، الموقعة بين إيطاليا والحلفاء المنتصرين بعد الحرب العالمية الثانية، الجزر الأربع عشرة بمجموعة دوديكانيسيا وعشرات الجزر الصغيرة تحت سيادة اليونان. وتقول أنقرة إن الكثير من تلك الجزر الصغيرة لم تحدد في المعاهدة. وتركيا ليست من الموقعين عليها.
وحددت أثينا حدود مجالها الجوي عند عشرة أميال بحرية وحدودها البحرية عند ستة أميال. وتقول إن من حقها مد حدودها إلى 12 ميلا بموجب قانون البحار.
ويقول القانون إن لكل دولة الحق في تحديد عرض مياهها الإقليمية بما لا يتجاوز 12 ميلا بحريا.
وصوتت تركيا ضد اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وتعترف بستة أميال فقط في البحر والجو لليونان وتقول إن المجال الجوي الوطني يجب أن يتطابق مع حدود بحرية على مسافة ستة أميال. كما تقول إن توسيع اليونان لحدودها من جانب واحد إلى 12 ميلا سيعد عملا من أعمال الحرب.
* كم على المحك؟
تغطي المياه الإقليمية لليونان نحو 45 بالمئة من بحر إيجة بينما تغطي المياه التركية ثمانية بالمئة فقط. وإذا مدت اليونان حدودها البحرية إلى 12 ميلا فإن مياهها الإقليمية ستغطي 72 بالمئة، مما قد يمنحها السيطرة على ممرات بحرية مهمة.
وتقدم هذه المياه أيضا فرص العثور على الهيدروكربونات.
وعلى مدى العقد الماضي، دخلت قبرص في عقود مشاركة في الإنتاج مع عدد من شركات النفط والغاز العالمية. وكانت النتائج مشجعة إذ أعلن اثنان من المشغلين الرئيسيين عن اكتشافات مهمة للهيدروكربون في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لقبرص.
* متى بدأ كل هذا؟
بعد 400 عام من الاحتلال العثماني، بدأت اليونان حرب استقلال في عام 1821. ومن حين لآخر تصف اليونان الحكم العثماني لها بأنه كان "استعبادا".
وانتقل حوالي 1.3 مليون من المنتمين للعرقية اليونانية و356 ألف تركي بين تركيا واليونان في تبادل للسكان في عام 1923 بموجب معاهدة لوزان التي رسمت الحدود الحالية لتركيا.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)