💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-حزب الله اللبناني "كسب السلطة لكنه خسر البلد"

تم النشر 19/08/2020, 22:24

من سامية نخول وتوم بيري

بيروت (رويترز) - بعد 15 عاما على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أصبح حزب الله القوة المهيمنة في بلد ينهار تحت أقدامه وسط سلسلة من الأزمات المدمرة.

فقد أصدرت محكمة تدعمها الأمم المتحدة يوم الثلاثاء قرارها بإدانة عضو في الجماعة المدعومة من إيران بتهمة التآمر لاغتيال الحريري في تفجير وقع في العام 2005 وقضت ببراءة ثلاثة آخرين.

وجاء قرار المحكمة في وقت انهار فيه الاقتصاد اللبناني. وظهرت علامات على عدم كفاءة مؤسسات من الأجهزة الأمنية إلى الرئاسة التي يتولاها حليف لحزب الله، ووجد الناس أنفسهم في مواجهة المصاعب التي أوجدها انفجار هائل دمر وسط بيروت هذا الشهر.

وبخلاف كل هذا لا توجد حكومة عاملة كما تشهد البلاد ارتفاعا في الإصابات بمرض كوفيد-19.

وقد نفى زعيم حزب الله حسن نصر الله أن الجماعة سيطرت في أي وقت من الأوقات على الحكومات اللبنانية أو أن لها أغلبية تسمح لها بالتصرف وحدها.

لكن مصدرا سياسيا مطلعا على التفكير السائد بين حلفاء الجماعة المسيحيين قال إن لبنان ينفلت من بين أصابع حزب الله.

وقال المصدر "بالحصول على الأغلبية (في الانتخابات البرلمانية) ووجود الرئيس في جانبهم اعتقدوا أنهم سيطروا على البلاد لكن ما حدث الآن أن حزب الله وحلفاءه امتلكوا السلطة لكنهم خسروا البلد والشعب".

وقد واجه حزب الله انتقادات متنامية لفشله البادي في تنفيذ الإصلاحات الموعودة منذ الفوز بأغلبية برلمانية مع حلفائه في 2018.

وقدمت الحكومة استقالتها بعد الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس آب. وكان حزب الله وحلفاؤه رشحوا الحكومة بعد استقالة الحكومة السابقة برئاسة سعد الحريري.

وحاولت الحكومة المستقيلة التفاوض على حزمة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي لكن عرقلتها القوى ذاتها التي عينتها.

ويقول ماجنوس رانستورب الخبير في شؤون حزب الله "ثمة مشاكل كثيرة داخليا بخلاف انفجار المرفأ. البلاد تنهار تحت أقدامهم".

وقال فواز جرجس الخبير في شؤون الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد "هذا واحد من أضخم التحديات التي تواجه لبنان منذ استقلاله عن (فرنسا) في 1943 لأن لديك الآن أزمات عديدة تواجه لبنان وحزب الله".

وأضاف "أخشى أن يكون (حكم المحكمة) الشرارة. سيصبح البلد المقسم بالفعل أكثر استقطابا على أسس طائفية وليس على أسس سياسية وعقائدية".

يقول مانحون غربيون إنهم لن ينقذوا لبنان من أزمته دون إصلاحات جوهرية لنظام فاسد.

وقال مهند حاج علي الباحث الزميل بمركز كارنيجي الشرق الأوسط إن حزب الله "فشل فشلا ذريعا" في الحفاظ على وعده في الانتخابات بمحاربة الفساد.

وأضاف "لم يقدموا أي شيء على الإطلاق فيما يتعلق بهذا الوعد. وفي الواقع أصبحت حملتهم المناهضة للفساد نكتة رائجة الآن".

وقال "مثلما هو الحال مع معظم هذه الطبقة السياسية، لم يكن حزب الله في موقف أضعف مما هو فيه الآن".

كما تواجه الحركة الشيعية، التي كانت بمثابة رأس الحربة لطهران في الحرب الأهلية السورية وفي أنحاء المنطقة، غضبا شعبيا بسبب الانفجار الذي شهده مرفا بيروت وكان صدمة كبيرة للبلاد.

فقد أثار انفجار ما تقول السلطات إنها 2700 طن من مادة نترات الأمونيوم المخزنة دون إجراءات السلامة اللازمة غضبا شديدا من الإهمال وعدم الكفاءة والتقصير.

وحزب الله ليس القوة المهيمنة في لبنان فحسب بل يرى فيه البعض حاميا لطبقة سياسية فاسدة دفعت بلبنان إلى الحضيض.

وقال جرجس "ما لا يفهمه حزب الله عن انفجار المرفأ والضجة والاحتجاجات هو أن الناس يعتبرونه أحدث مظهر لفساد النخبة وأنهم يحملون حزب الله المسؤولية عن حماية هذه النخبة".

وأضاف أن ما يردده حزب الله لم يعد مقنعا داخل لبنان.

وقد انقلب كثيرون من اللبنانيين، ومن بينهم مسيحيون سبق أن أيدوا حزب الله، على الجماعة رغم أنها ليست مسؤولة عن أزمة اقتصادية تراكمت فصولها على مر السنين في ظل حكومات سابقة.

* أولويات مختلفة

تغير الجو السائد بعد أن ألقى نصر الله خطابا عبر التلفزيون نفى فيه المسؤولية عن الانفجار وحذر المحتجين من أن أي هجمات أخرى على النظام وقياداته ستقابل برد حازم.

وقال جرجس "كنت تتوقع أن يحاول استمالة الرأي العام بالقول إنه سيفعل أي شيء لمعرفة ما حدث و’إننا مع الشعب’".

لكن أولويات حزب الله جيو استراتيجية لا تتمحور حول لبنان.

ويقول محللون إن حزب الله يخشى أن يقضي التغيير في لبنان على قدرته على التأثير في النظام السياسي الذي يتيح له الحفاظ على سلاحه ومقاتليه.

ونتيجة لذلك تعثر حزب الله في لبنان.

وقال جرجس "يريدون الحفاظ على وضعهم القوي في البلاد ويريدون الاحتفاظ بأسلحتهم ويريدون الاحتفاظ بحق النقض (الفيتو) في عملية صنع القرار وفي الوقت نفسه يريدون أن يقولوا للشعب إنهم ضد الفساد وإنهم مختلفون عن الطبقة الحاكمة الفاسدة. وقد نالت هذه التناقضات من حزب الله".

وقال خليل جبارة الزميل المتخصص في السياسات بمعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية "بعد الانفجار أصبح واضحا أن النظام السياسي أيضا على وشك الانهيار ... هدف حزب الله اليوم هو إطالة أمد النظام السياسي اللبناني".

ورغم أن المحكمة لم تجد دليلا على تورط مباشر لقيادة حزب الله فقد قال القضاة إن من الواضح أن قتل الحريري كان عملا إرهابيا ذا دوافع سياسية.

ويقول المحللون إن قرار المحكمة سيؤدي على الأرجح لتفاقم الصعوبات التي يواجهها حزب الله الذي تدرجه الولايات المتحدة وعدة دول أخرى ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية.

وقال جرجس "على الأرجح ستتزايد الدول التي تعتبر حزب الله تنظيما إرهابيا شبه عسكري".

ويقول رانستورب إن الجو السائد في أوروبا وفي واشنطن حتى قبل الحكم في قضية اغتيال الحريري أصبح معارضا لهيمنة حزب الله في لبنان بسبب محور القوة الشيعية الذي أقامته إيران عبر العراق وسوريا ولبنان.

ويأتي التحدى الذي يواجهه حزب الله في وقت يتعرض فيه هو وقواته في سوريا لهجمات متكررة من جانب الطائرات الحربية الإسرائيلية كما أن الفصائل القوية المتحالفة معه في العراق تتعرض لضغوط.

ويقول أغلب المحللين إن حزب الله سيراقب الوضع في هدوء على أمل أن يكون الوقت في صالحه إما من خلال انتخاب رئيس أمريكي جديد أو من خلال تفاهم جديد محتمل بين طهران وإدارة ترامب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

وقال حاج علي "يريدون الحفاظ على الدولة (اللبنانية) كما هي اليوم. لا يريدون دولة قوية. لكنهم لا يريدون أيضا دولة ضعيفة مفتتة لأن ذلك يعني المزيد من الصداع والمزيد من التحديات لهم".

© Reuters. تحليل-حزب الله اللبناني

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.