طرابلس/بنغازي (ليبيا) (رويترز) - قال شاهد من رويترز إن مسلحين أطلقوا أعيرة نارية في الهواء لتفريق عدة مئات من المحتجين الذين تظاهروا ضد الحكومة بسبب سوء الأوضاع المعيشية في العاصمة الليبية طرابلس يوم الأحد.
ونظم المحتجون مسيرة إلى مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا للتعبير عن غضبهم مما وصفوه بأنه موت بطيء بسبب تردي الخدمات العامة والفساد والضغوط الاقتصادية قبل أن يتوجهوا إلى ساحة الشهداء في وسط طرابلس حيث جرى تفريقهم بإطلاق النار في الهواء.
وجرى إغلاق المنطقة في وقت لاحق وسط وجود أمني مكثف. وألقت وزارة الداخلية بمسؤولية العنف ضد المحتجين السلميين على من وصفتهم بأنهم دخلاء وقالت إنها تحقق في الأمر. وأصيب شخص واحد في الأحداث.
وفي وقت سابق يوم الأحد، رفضت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) إعلان السلطات في العاصمة طرابلس وقف إطلاق النار ووصفته بأنه "مبادرة للتسويق الإعلامي"، وقالت إن القوات المنافسة تواصل التعبئة حول خطوط الجبهة في وسط البلاد.
وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إن الجيش مستعد للرد على أي محاولة للهجوم على مواقعه حول مدينة سرت الساحلية والجفرة في الجنوب.
وتعد تصريحات المسماري أول رد من الجيش الوطني الليبي على إعلان حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج في طرابلس يوم الجمعة وقف إطلاق النار والدعوة لاستئناف إنتاج النفط.
وقال المسماري في إفادة للصحفيين "المبادرة التي وقعها السراج هي للتسويق الإعلامي". وأضاف "الاستطلاع الخاص بالجيش الليبي من كافة الوحدات تؤكد نوايا العدو للهجوم علي قواتنا.. المليشيات تستعد للهجوم علي سرت وقواتنا في الجفرة".
وتابع المسماري أنه إذا كان السراج يريد وقف إطلاق النار كان عليه سحب قواته وليس التقدم "نحو وحداتنا في سرت".
ولم يشر المسماري إلى دعوة مماثلة لوقف إطلاق النار صدرت يوم الجمعة أيضا من جانب عقيلة صالح رئيس البرلمان المتمركز في شرق ليبيا.
واكتسب صالح نفوذا مقارنة بقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر منذ أن أجبر الدعم العسكري التركي لقوات الوفاق الوطني قوات الجيش الوطني الليبي على التقهقر في يونيو حزيران بعد هجوم على طرابلس استمر 14 شهرا.
وليبيا مقسمة منذ أكثر من خمس سنوات إلى معسكرين أحدهما يتمركز في شرق البلاد والآخر في غربها.
ويحظى الجيش الوطني الليبي بدعم الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا في صراع تحول إلى ساحة مفتوحة للقوى الإقليمية المتنافسة.
وتوقفت الاشتباكات إلى حد كبير منذ يونيو حزيران. وفي السابق اتهم كل طرف الآخر بانتهاك اتفاقات الهدنة واتخاذها وسيلة لإعادة التسلح.
وحمل بعض المحتجين في طرابلس يوم الأحد رايات بيضاء لنفي تأييدهم أي فصيل ليبي كما حملوا صورا للسراج وحفتر وصالح وعلى وجوههم علامات شطب باللون الأحمر.
(تغطية صحفية مكتب طرابلس وأيمن الورفلي - إعداد أحمد حسن وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير معاذ عبد العزيز)