من ليزا بارينجتون ودان وليامز
دبي/القدس (رويترز) - ذكر مسؤولون أن أكبر مسؤولين للدفاع في الإمارات وإسرائيل أجريا يوم الثلاثاء أول اتصال هاتفي معترف به علنا منذ اتفاق البلدين على تطبيع العلاقات، مما يؤذن بتعاون أمني محتمل.
جاء الاتصال بين وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد البواردي ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس وسط معارضة إسرائيلية لاحتمال أن يمكن الاتفاق، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، الإمارات من الحصول على أسلحة متطورة سبق أن رفضت واشنطن منحها إياها، مثل طائرات إف-35 المقاتلة.
وجاء في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن البواردي وجانتس بحثا في اتصالهما الذي استمر عشر دقائق "تعزيز قنوات التواصل وتأسيس علاقات ثنائية راسخة لما يعود بالخير للبلدين والمنطقة".
ونقل مكتب جانتس قول الوزير الإسرائيلى إنه والوزير الإماراتي اتفقا على "الإبقاء على قناة مفتوحة بينهما". وجاء في بيان أصدره المكتب "بيننا مصالح أمنية مهمة. سيعزز التعاون (بيننا) الاستقرار في المنطقة".
ويشكل اتفاق التطبيع، الذي أُعلن في 13 أغسطس آب، محورا جديدا في مواجهة إيران الشيعية والإسلاميين السنة في الشرق الأوسط، ويجعل الإمارات ثالث دولة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل منذ أكثر من 70 عامًا.
لكن الإمارات تقول إن الاتفاق يجب أن يزيل "أي عقبة" أمام مبيعات الأسلحة الأمريكية المتقدمة، بحجة أنه يقضي على أي احتمال للقتال بينها وبين إسرائيل.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية "من المنطقي تماما بالنسبة لنا تعزيز القدرات الدفاعية لدولة الإمارات العربية المتحدة في وقت تتعرض فيه لتهديدات جديدة بسبب الاتفاق على السلام مع إسرائيل"، مشيرا إلى التهديدات المحتملة من إيران.
وفي محاولة لتهدئة المخاوف الأمنية الإسرائيلية، طمأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إسرائيل أمس الاثنين بأنها ستحتفظ بتفوق عسكري في المنطقة بموجب أي صفقات أسلحة مستقبلية مع الإمارات.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إنه بينما كانت إسرائيل حازمة في معارضة أي مبيعات أمريكية محتملة لمقاتلات إف-35 للإمارات ، فإن حكومة نتنياهو "منشغلة تماما" بمسألة توسيع معايير الصادرات الدفاعية الإسرائيلية إلى الإمارات.
ووفقا لمصادر في صناعة الدفاع، باعت إسرائيل للإمارات منتجات أمنية في مجال الإنترنت والمراقبة. وربطت دراسة أجرتها جامعة تورونتو بين تقنيات برامج التجسس التي تنتجها مجموعة(إن.إس.أو) الإسرائيلية وعمليات المراقبة السياسية في الإمارات.
وفي مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت إسرائيل تجري محادثات لبيع طائرات مسيرة للإمارات، بحسب ما ذكر مسؤول أمريكي شارك في المفاوضات، لكنها ألغت الصفقة بعد وفاة تاجر أسلحة يعمل مع حركة حماس في دبي عام 2010. وحملت السلطات الإماراتية فريق اغتيال بالموساد مسؤولية مقتله.
(شارك في التغطية رامي أيوب- إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)