من باريسا حافظي و فرانسوا ميرفي
دبي/فيينا (رويترز) - قالت إيران يوم الأربعاء إنها تنهي مواجهة استمرت شهورا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بالسماح لمفتشيها بدخول موقعين تشتبه الوكالة أن طهران كانت تجرى فيهما أنشطة سرية يوما ما.
وتخفف هذه الخطوة الضغط الدبلوماسي عن طهران في وقت تسعى فيه واشنطن لإعادة فرض العقوبات عليها.
وجرى الإعلان يوم الأربعاء عن الانفراجة في الخلاف بشأن الموقعين في بيان مشترك لإيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال أول زيارة يقوم بها المدير العام للوكالة رافائيل جروسي للجمهورية الإسلامية منذ تولى منصبه في ديسمبر كانون الأول.
وقال جروسي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في بيان مشترك إن "إيران تتيح طواعية للوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول الموقعين اللذين حددتهما الوكالة"، وذلك في تأكيد لما ذكرته رويترز في وقت سابق.
وأضاف البيان أنه تم الاتفاق على مواعيد زيارة مفتشي الوكالة للموقعين، وأحدهما قرب كرج غربي طهران والآخر قرب أصفهان في وسط إيران، دون أن يذكر اسميهما، بالإضافة إلى الاتفاق على المعايير الخاصة "بأنشطة التحقق" هناك.
وكان جروسي قد أبلغ وكالته في مارس آذار أن إيران منعت مفتشيها من الوصول للموقعين اللذين يُشتبه أنه يجري فيهما تحويل اليورانيوم واختبارات المتفجرات منذ مطلع الألفية الجديدة. ويبدو أنه جرت منذ ذلك الحين عمليات هدم وغيرها من الأعمال التي قد تكون أزالت آثار الماضي، وهو ما يطلق عليه "التطهير" بلغة المفتشين.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بدخول الموقعين منذ يناير كانون الثاني للاشتباه في أنهما يحتويان على مواد نووية، يجب أن تحاط بها الوكالة علما بشكل كامل من أجل التحقق من أن الأنشطة النووية للبلد سلمية تماما.
وبموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى، تنفذ إيران ما يسمى البروتوكول الإضافي، وهو اتفاق مع الدول الأعضاء بشكل فردي يمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلطة إجراء عمليات تفتيش مفاجئة حتى في أماكن لم يُعلن أنها مواقع نووية.
وبينما تقول الوكالة التي مقرها فيينا إن من حقها دخول المواقع دون تصريح، تعترض إيران باعتبار أن بعض المعلومات على الأقل التي تشير للمواقع مصدرها مجموعة من الوثائق عن أنشطتها السابقة التي تقول إسرائيل، عدو طهران الرئيسي في الشرق الأوسط، إنها استولت عليها في إيران.
وتعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية سري أوقفته في عام 2003 خشية اكتشافه. وتنفي الجمهورية الإسلامية منذ وقت طويل سعيها لصنع قنابل ذرية.
* هذا كل شيء حتى الآن
ذكر بيان يوم الأربعاء أنه حتى الآن على الأقل لا تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخول مزيد من المواقع غير المعلنة.
ومع ذلك فإنها ما زالت تبحث عن إجابات بخصوص أصل ومكان وجود قرص معدني من اليورانيوم قد يكون في موقع ثالث لا ترى جدوى من دخوله بسبب "التطهير الشامل وأعمال التسوية" التي تمت هناك عامي 2003 و2004.
وجاء في البيان "في هذا السياق الراهن وبناء على تحليل المعلومات المتاحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليس لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي تساؤلات أخرى لإيران أو أي طلبات أخرى لدخول مواقع بخلاف تلك التي أعلنتها طهران".
وبينما لا يزال يتعين متابعة اتفاق اليوم الأربعاء وبدء عملية أخذ عينات والتحقق من أصل أي جزيئات نووية عُثر عليها، فإن الاتفاق يمثل نجاحا أوليا لجروسي ووكالته التي أصدر مجلس محافظيها، الذي يضم 35 دولة، قرارا في يونيو حزيران بزيادة الضغط على إيران.
كما أنه يأتي في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة، التي انسحبت في 2018 من اتفاق القوى الكبرى مع إيران، لاستخدام آلية متاحة لأطراف الاتفاق لبدء عملية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران والتي تم رفعها بموجب الاتفاق المبرم في 2015.
وقال صالحي للتلفزيون الحكومي الإيراني إن اتفاق اليوم الأربعاء "سينهي القضية (الخاصة بالموقعين)"، مؤكدا على أن إيران لن تقبل أي مطالب تتجاوز التزاماتها بموجب اتفاق عام 2015.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية -تحرير نادية الجويلي)