من جيوليا بارافيتشيني
أديس أبابا (رويترز) - أجرت منطقة تيجراي في شمال إثيوبيا انتخابات محلية يوم الأربعاء في تحد لرئيس الوزراء أبي أحمد الذي وصف الانتخابات بأنها غير قانونية لكنه قال إن الحكومة لن ترد باستخدام القوة.
وكان مقررا أن تجري إثيوبيا انتخابات عامة ومحلية يوم 29 أغسطس آب لكنها أجلتها إلى أجل غير مسمى بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد. وقال ساسة معارضون في تيجراي إن التأجيل محاولة من رئيس الحكومة لإطالة أمد حكمه وقرروا المضي قدما في إجراء الانتخابات حتى بعد أن حكم أعضاء كبار في البرلمان بعدم دستوريتها.
وتمثل المواجهة مع تيجراي أحدث أزمة في طريق أبي أحمد الذي يجد صعوبة في الحفاظ على تماسك اتحاد يجمع أكثر من 80 جماعة عرقية.
وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراي، التي ظلت لسنوات طويلة الحزب الوحيد بالمنطقة ومن المتوقع حصولها على الأغلبية، إن عملية "التصويت سارت بشكل طيب للغاية و85 في المئة من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم".
وتتنافس الجبهة مع حزب الرخاء الذي يتزعمه أبي وحزب استقلال تيجراي الجديد.
وأضاف رضا أن مراكز الاقتراع ستغلق أبوابها في الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش) وإن من التوقع إعلان النتائج بحلول 13 سبتمبر أيلول.
وشبه أبي أحمد عملية التصويت ببناء واضعي يد أكواخا على أرض لا يملكونها.
وقال لهيئة الإذاعة الحكومية "من يبنون الأكواخ هم سكان غير شرعيين لأنهم لا يحملون صكوك ملكية الأرض ولا ينامون قريري العين".
وبعد عقود من القمع، أشرف أبي أحمد على إصلاحات ديمقراطية شاملة أوصلته للفوز بجائزة نوبل للسلام. لكن الحريات الجديدة فتحت الباب لمطالب مكبوتة منذ زمن طويل بمزيد من الحكم الذاتي والحقوق والموارد الإقليمية.
وحتى في تيجراي نفسها يواجه حزب جبهة تحرير شعب تيجراي ضغوطا من قوميين عرقيين أشد حماسة. ويدعو حزب جديد صراحة للاستقلال عن إثيوبيا. وكان التيجراي يهيمنون على الساحة السياسية في إثيوبيا منذ الإطاحة بديكتاتور ماركسي عام 1991 لكن نفوذهم تراجع في ظل حكم أبي أحمد وانسحبت جبهة تحرير شعب تيجراي من الائتلاف الحاكم العام الماضي.
وقال ويلداي أسجيدوم الذي يعمل بقطاع السياحة وهو في طريقه للإدلاء بصوته "الجميع مستعدون للتصويت... نريد الاستقلال والحرية وأن تكون هناك دولة لجميع أفراد شعب التيجراي".
وعدد السكان قليل نسبيا في تيجراي حيث يمثلون خمسة بالمئة فقط من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 109 ملايين نسمة، لكن تاريخها السياسي جعلها أغنى وأعظم تأثيرا من مناطق أخرى تتفوق عليها في عدد السكان.
وفي السنوات الثلاث الماضية، تعرضت إثيوبيا لموجات من العنف العرقي على نطاق واسع.
ومنعت قوات الأمن يوم الاثنين نحو 12 منهم أربعة صحفيين ومحلل بارز من مركز للدراسات من السفر جوا إلى تيجراي لتغطية الانتخابات.
ولم يحدد أبي أحمد كيف سيكون رده على الانتخابات إلا أنه يستبعد اللجوء إلى القوة.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)