القاهرة (رويترز) - حظي القادة الفلسطينيون بدعم السعودية مجددا لإقامة دولة فلسطينية، لكنهم فشلوا في إقناع الجامعة العربية بالتنديد باتفاق التطبيع الذي أبرمته الإمارات وإسرائيل الشهر الماضي.
وفي مؤتمر عقد يوم الأربعاء عبر تقنية الفيديو لوزراء الخارجية العرب، خففت القيادة الفلسطينية من انتقادها للإمارات بسبب اتفاق 13 أغسطس آب الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي سيكتسب الصفة الرسمية في حفل توقيع بالبيت الأبيض الأسبوع المقبل، إلا أن هذا التخفيف لم يُجد في استخلاص إدانة عربية للاتفاق.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي للصحفيين
"تم حوار جاد وشامل حول مشروع قدمته فلسطين، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، حول الإعلان الثلاثي وأخذت مناقشة الأمر بعض الوقت، ولكن لم يؤد النقاش في النهاية إلى التوافق حول مشروع القرار المقدم من فلسطين".
واتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل هو أول اتفاق من نوعه بين دولة عربية وإسرائيل منذ أكثر من 20 عاما. وكانت المخاوف المشتركة من إيران أحد الدوافع وراء إبرامه.
واستاء الفلسطينيون من الخطوة الإماراتية خوفا من أن تضعف الموقف العربي القائم منذ فترة طويلة ويدعو إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وقبول الدولة الفلسطينية مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات بثتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) "طالبنا بكل وضوح بإدانة للخروج عن مبادرة السلام العربية ولم نحصّلها، ولكن في المقابل منعنا صدور بيان عن اجتماع الجامعة الوزاري يدعم أو يسمح لدولة لإمارات بأن تذهب بتغطية عربية إلى توقيع يوم الثلاثاء القادم على التطبيع مع إسرائيل".
* دعم سعودي
لم يتضمن بيان سعودي عن تصريحات أدلى بها وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أي إشارة مباشرة لاتفاق التطبيع.
لكن الأمير قال إن بلاده تؤيد إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب 1967 تكون القدس عاصمة لها وفقا للبيان.
وحثت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات القادة الفلسطينيين على معاودة التواصل والحوار مع إسرائيل. وفي زيارة للإمارات، قال صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر إن الفلسطينيين يجب ألا "يتعلقوا بالماضي".
وفي تصريحات المالكي عن الاجتماع والتي نقلها التلفزيون أشار إلى الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على أنه "مفاجأة" و"زلزال" أصاب التوافق العربي، وأعرب عن استيائه لعدم الامتثال لدعوة لعقد قمة عربية طارئة عقب إعلان الاتفاق.
لكنه تجنب استخدام تعبيرات أقوى مثل كلمة "الخيانة" التي استخدمتها قيادات فلسطينية في أعقاب الإعلان مباشرة.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في مقابلة مع قناة العربية في ساعة متأخرة يوم الأربعاء "لغة الشجب أفسدت مسودة القرار العربي"، مشيرا إلى الفلسطينيين.
(تغطية صحفية علي صوافطة وأحمد طلبة ونضال المغربي وماهر شميطلي وأولف ليسينج وستيفن فاريل وآلاء سويلم - إعداد علي خفاجي وليليان وجدي وأمل أبو السعود للنشرة العربية)