من لفتيريس باباديماس
(رويترز) - بدأت اليونان في نصب خيام يوم الجمعة لإيواء آلاف المهاجرين بجزيرة ليسبوس بعد حريق التهم أكبر مخيم للاجئين في البلاد قبل ثلاثة أيام.
وتتزايد الحاجة إلى حل عاجل بعدما لجأ أكثر من 12 ألف مقيم سابق بمخيم موريا المزدحم إلى الحقول والمقابر والطرقات بلا طعام أو ماء وفي ظل تهديد انتشار فيروس كورونا.
لكن الحكومة اليونانية مضطرة للتحرك بخطوات حذرة بسبب تزايد الغضب بين سكان الجزيرة الذين يضعهم موقعهم، على بعد أميال قليلة من الساحل التركي، على خط المواجهة في أزمة المهاجرين بأوروبا منذ سنوات.
وقال ديميتريس كورسوباس وهو مسؤول بارز عن الهجرة في جزر بحر إيجه الشمالية لرويترز إن "موريا أصبح بشعا" وإن النيران التي دمرت المخيم هي "فرصة وسط المأساة" للعثور على حل جديد.
وأضاف "نريد خروج جميع المهاجرين لأسباب قومية. انتهى الأمر بالنسبة لموريا".
وفي مسعى لتجنب تكرار مشاهد الاحتجاجات التي خرجت في وقت سابق هذا العام، لم تذكر سلطات الجزيرة مكان إقامة الملاجئ، لكن طائرات هليكوبتر تحمل خياما ومواد أخرى شوهدت تهبط على بعد بضعة أميال من ميناء ميتيليني الرئيسي.
ويعرب مسؤولون يونانيون عن اعتقادهم بأن الحريق في مخيم موريا كان متعمدا نفذه مهاجرون ردا على إجراءات الحجر الصحي في أعقاب اكتشاف فيروس كورونا بالمخيم الأسبوع الماضي.
لكن الحالة الطارئة تسلط الضوء مرة أخرى على رد الفعل الأوروبي غير المنسق إزاء أزمة استمرت سنوات عديدة وصل خلالها أكثر من مليون مهاجر إلى شواطئها، معظمهم على متن قوارب متهالكة هربا من الحروب والفقر في الشرق الأوسط ومناطق أبعد.
وقال مارجاريتيس شيناس، المفوض الأوروبي لسياسة الهجرة واللجوء، في مؤتمر صحفي في بروكسل "لقد نفد الوقت بالنسبة لأوروبا بدون سياسة للهجرة. آن الأوان لتغيير هذا".
وتطالب دول البحر المتوسط مثل اليونان وإيطاليا اللتين تصل إليهما معظم قوارب المهاجرين، دول الاتحاد الأوروبي الأخرى بالمشاركة في استقبال المزيد من طالبي اللجوء، لكن المجر وبولندا، ودولا أخرى، ترفض توزيع العبء.
* "النوم في المقابر"
قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر متحدثا إلى جانب شيناس إن فرنسا وألمانيا وافقتا على استقبال حوالي 400 قاصر جرى نقلهم بالفعل من ليسبوس إلى البر الرئيسي اليوناني.
لكن لا يوجد اتفاق على نطاق أوسع من ذلك بشأن إعادة التوطين، وترفض السلطات اليونانية أي عمليات نقل جماعي خارج جزيرة ليسبوس.
وقالت إفتيشيا سوجولتسي، وهي سيدة من سكان المنطقة تبلغ من العمر 64 عاما، كانت تزور قبر ابنتها إن "الحياة هنا تعانق الموت.. بالأمس رأيت أطفالا يبكون وينامون وسط القبور".
أما المهاجرون، ومعظمهم من سوريا وأفغانستان، فلا يرون ضوءا في نهاية النفق المظلم.
وتقول زهرة، وهي امرأة أفغانية تبلغ من العمر 25 عاما، "انتهت موريا.. نحن سائرون على الطريق منذ يومين، بلا ماء ولا طعام، والبرد شديد في الليل".
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سترسل فريقين طبيين متخصصين في التصدي لحالات الطوارئ. وقال المسؤولون أيضا إنه تم نقل 200 ألف اختبار سريع لكشف الإصابة بفيروس كورونا إلى الجزيرة للتصدي للزيادة المحتملة في الحالات التي ظهرت بالمخيم الذي وُضع قيد الحجر الصحي الأسبوع الماضي بعد ثبوت إصابة رجل يبلغ من العمر 40 عاما.
ووسط الفوضى التي أعقبت حريق الأربعاء، فقدت السلطات أثر 35 شخصا على الأقل كانت قد ثبتت إصابتهم بالفيروس.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير معاذ عبد العزيز)