كابول (رويترز) - بدأت يوم السبت مراسم افتتاح المحادثات التي تهدف لإنهاء حرب مستمرة منذ 19 عاما في أفغانستان. ومن المقرر أن يجلس مفاوضون يمثلون حكومة كابول وحركة طالبان وجها لوجه في العاصمة القطرية الدوحة اعتبارا من يوم الأحد.
وخرجت المفاوضات بين الأفغان من رحم اتفاق أبرم بين الولايات المتحدة وطالبان في فبراير شباط. ونص الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول مايو أيار 2021 مقابل ضمانات للسلام وتعهدات من طالبان بالدخول في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية وهو ما كانت ترفضه الحركة في السابق.
* ما الذي تتناوله المحادثات؟
من المتوقع أن تتعلق الجولة الأولى بالمسائل الإدارية إلى حد كبير وأن تفضي إلى جولات أخرى للتوصل إلى اتفاق سلام شامل لإنهاء القتال. وسيهدف المفاوضون إلى وضع جدول زمني وقد يسعون للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وسيتطلب الأمر التصدي لعدد من القضايا الشائكة لاحقا.
وواصلت حركة طالبان هجماتها المسلحة على الحكومة الأفغانية رغم الاتفاق الذي أبرمته مع واشنطن.
وتشمل التحديات الرئيسية للجولات اللاحقة كيفية إشراك طالبان، التي تعارض بقوة شرعية حكومة كابول، في أي ترتيب حكومي وكيفية حماية حقوق المرأة والأقليات التي عانت في ظل حكم طالبان.
* من الذي في الدوحة؟
انضم فريق من طالبان يضم 21 عضوا إلى حفل الافتتاح يوم السبت إلى جانب 19 مفاوضا يمثلون الحكومة الأفغانية. وظل اثنان من وفد الحكومة في أفغانستان لأسباب صحية.
وألقى كل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان عبد الله عبد الله كلمة في مراسم الافتتاح.
* من الذي يتفاوض؟
ساعد المسؤولون الأمريكيون والقطريون في افتتاح المحادثات لكن المفاوضات ستكون بين وفدي طالبان والحكومة الأفغانية في حين تساعد واشنطن وقوى دولية أخرى منها ألمانيا في رعاية العملية.
يمثل الفريق الأفغاني قطاعا عريضا من المناطق والعرقيات والانتماءات السياسية وزعماء فصائل مسلحة سابقة.
ويضم فريق طالبان عددا من أعضاء لجنته المركزية الحاكمة ويرأسه عبد الحكيم حقاني رئيس القضاة السابق لدى طالبان والذي يرأس أيضا مجلس علماء الدين القوي.
* لماذا يوجد بومبيو هناك؟
يعد إنهاء أطول حرب تخوضها أمريكا والتي شنها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 هدفا رئيسيا للسياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب. وسيحرص على الحديث عن أي نجاح في السباق من أجل إعادة انتخابه لولاية ثانية في ظل تراجعه في استطلاعات الرأي.
يقضي اتفاق فبراير شباط بانسحاب القوات الأمريكية التي جرى تقليص عددها من 13 ألفا عند توقيع الاتفاق مع طالبان إلى 8600 في يونيو حزيران. ويقول ترامب إن العدد سينخفض إلى حوالي أربعة آلاف بحلول نوفمبر تشرين الثاني.
وبلغ الوجود الأمريكي ذروته في 2011 عندما وصل عدد القوات إلى أكثر من مئة ألف.
بيد أن استمرار الانسحاب يعتمد على احتفاظ طالبان بضمانات مكافحة الإرهاب وتعهدها بالدخول في محادثات مع الحكومة الأفغانية.
ورغم أن من غير المرجح حدوث انفراجات كبيرة في الجولات الأولى من المحادثات فإن بداية الحوار بين الأفغان أمر أساسي للحفاظ على بقاء العملية على المسار الصحيح خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية.
* لماذا الدوحة؟
الدوحة عاصمة دولة قطر هي أرض محايدة للطرفين المتحاربين وبعيده عن صراعهما الدائر في الوطن. وهي المكان الذي جرى فيه التفاوض على الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان ومقر المكتب السياسي لطالبان الذي افتتح في عام 2012.
تقرر عقد الجولة الأولى للمحادثات في الدوحة ولكن يمكن نقل الجولات التالية إلى دولة أخرى ربما في أوروبا.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)