بيروت (رويترز) - قال مصدر أمني إن انفجارا وقع في مستودع أسلحة تابع لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران في جنوب لبنان يوم الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص بجروح، وأحدث صدمة جديدة في بلد يصارع أشد أزماته في ثلاثة عقود.
وقال المصدر الأمني إن خطأ فنيا تسبب في وقوع الانفجار الذي تصاعدت في أعقابه سحابة ضخمة من الدخان الأسود في سماء المنطقة.
واهتزت قرية عين قانا في الجنوب، وهي معقل سياسي للجماعة الشديدة التسليح وصاحبة النفوذ السياسي القوي والتي خاضت حروبا مع إسرائيل.
وأذكى الانفجار القلق في لبنان، الذي يئن تحت وطأة أسوأ أزمة منذ حربه الأهلية بين عامي 1975 و1990، ولم يتعاف بعد من تبعات الانفجار المروع في مرفأ بيروت الذي زلزل العاصمة، وأودى بحياة ما لا يقل عن 190.
ومنذ انفجار بيروت في الرابع من أغسطس آب، أثارت حرائق لاحقة في المرفأ وأماكن أخرى من العاصمة حالة من الذعر في البلد الذي ينهار اقتصاده بينما لم يتفق ساسته بعد على طريقة تشكيل حكومة جديدة.
في غضون ذلك، ذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس تضغط على الساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة في "إطار زمني معقول" لانتشال البلد من أزمة عميقة لكنها لم تحدد موعدا نهائيا جديدا بعد انتهاء الموعد السابق في منتصف سبتمبر أيلول.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون لزعماء الكتل السياسية يوم الاثنين إن البلد ذاهب إلى "جهنم" إذا لم تُشكل حكومة جديدة سريعا.
وقال المصدر الفرنسي إن باريس امتنعت عن وضع موعد نهائي جديد لكنها منحت الساسة المزيد من الوقت شريطة أن يعملوا على تلبية مطلب فرنسي بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات.
وأضاف المصدر لرويترز "فرنسا تدعهم يتحركون للأمام، لكن في إطار زمني معقول".
وقالت فرنسا إنها مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي في النصف الثاني من شهر أكتوبر تشرين الأول لجمع مساعدات من المانحين الذين يطلبون تطبيق إصلاحات قبل تقديم الأموال. ووضعت باريس خارطة طريق لحكومة جديدة للقضاء على الفساد وإعادة بناء الاقتصاد.
لكن ليست هناك مؤشرات على اقتراب رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب من تشكيل حكومة.
واستقالت الحكومة السابقة بعد انفجار بيروت وتتولى تصريف الأعمال بشكل مؤقت. واصطدم تشكيل حكومة جديدة بعقبة مطالبة حزب الله وحليفته الشيعية الرئيسية، حركة أمل، باختيار وزير المالية وبعض الوزراء الآخرين.
وقال مصدر أمني آخر إن حزب الله كان قد فرض طوقا أمنيا حول موقع الانفجار على بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي بيروت. ومُنع الصحفيون من الاقتراب من المنطقة.
ولم يصدر بعد بيان من حزب الله. وذكر تلفزيون المنار التابع للجماعة، في نشرة إخبارية، أن سبب الانفجار لم يتضح بعد.
وقالت مصادر أمنية إن إصابات وقعت جراء الانفجار دون أن تذكر أرقاما محددة.
وقال شاهد بالقرب من القرية إن السكان شعروا بالأرض تهتز تحت أقدامهم.
وأظهرت لقطات من المنطقة بثتها قناة الجديد التلفزيونية رجالا يمشون على أرض محروقة يتناثر فيها الحطام. وظهرت الأضرار بشكل واضح على منزل قريب اكتست أرضيته بشظايا الزجاج وببركة دماء على ما يبدو.
كما أوضحت اللقطات أن حريقا واحدا على الأقل لا يزال مشتعلا في الموقع.
(تغطية صحفية مكتب بيروت- إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)