من إدريس علي وباتريشيا زنجرل
واشنطن (رويترز) - قال المبعوث الخاص لأفغانستان يوم الثلاثاء إن مستوى العنف في أفغانستان مرتفع بشكل غير مقبول وإن الولايات المتحدة تتوقع المزيد من الانتكاسات خلال محادثات السلام، حيث لا تزال الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على خلاف حول القضايا الأساسية بعد مرور عشرة أيام على بدء محادثاتهما التي تستهدف إنهاء الحرب المستعرة منذ نحو 20 عاما.
وقال المبعوث الخاص زلماي خليل زاد أمام جلسة استماع في مجلس النواب "بكل المقاييس، مستويات العنف الحالية مرتفعة جدا. نعلم أن من الممكن خفضها".
ورغم المصاعب فإن المحادثات تمثل أفضل أمل منذ سنوات لإحلال السلام، وتأتي نتيجة لاتفاق أُبرم في فبراير شباط بين طالبان والولايات المتحدة يتيح للقوات الأمريكية الانسحاب مقابل وعود من طالبان بشأن الإرهاب.
غير أن الحركة المسلحة رفضت الموافقة على وقف إطلاق النار وما زالت الحرب دائرة.
وفي الشهور الأخيرة تعهدت طالبان باحترام حقوق النساء بموجب أحكام الشريعة لكن الكثير من المتعلمات اللائي بلغن سن الرشد منذ الإطاحة بطالبان عام 2001، لإيوائها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، يشككن في أن الحركة ستلتزم بذلك.
وخلال جلسة الاستماع سأل نواب ديمقراطيون خليل زاد عن إمكانية أن يتسبب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في حرمان الفتيات الأفغانيات من التعليم بعد 20 عاما من الحرب التي تكلفت مليارات الدولارات ومقتل الألوف.
وقال خليل زاد "أود أن أؤكد للأفغانيات أننا سنكون معهن".
ومنذ تلاشي الأضواء عن المحادثات بعد حفل الافتتاح الفخم في قطر في 12 سبتمبر أيلول يؤكد الجانبان أنهما على طرفي نقيض تماما في كل قضية تقريبا.
وقال خليل زاد "في حين أن لدينا أسباب للتفاؤل، فلا تساورنا أوهام بخصوص التحديات المقبلة. ... نتوقع أن تكون هناك انتكاسات وعقبات".
وأضاف أن واشنطن وحلفاءها يتطلعون للتوصل إلى اتفاق بين أفغانستان وباكستان يتعلق بعدم استخدام أراضي أي جانب منهما في مهاجمة الآخر.
وتابع خليل زاد، الذي عاد في الآونة الأخيرة من الدوحة، "نأمل أن نحقق النجاح في هذا الصدد بانتهاء هذه المفاوضات".
ومنذ سنوات تتهم أفغانستان باكستان بدعم مسلحي طالبان. وتنفي باكستان ذلك وتتهم، في المقابل، أفغانستان بدعم مسلحين يقاتلون إسلام أباد.
ويُتوقع أن تخفض الولايات المتحدة عدد قواتها إلى أربعة آلاف من خمسة آلاف خلال الأشهر المقبلة، وستنظر في مزيد من التخفيضات بناء على الأوضاع.
وأبلغ ديفيد هيلفي، القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون أمن منطقة المحيطين الهندي والهادي، جلسة الاستماع بأن البنتاجون ينفذ "خطة متعقلة" لسحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول مايو أيار 2021 إذا تحققت كل الشروط.
وأوضح أن وزير الدفاع مارك إسبر لم يصدر حتى الآن أي أوامر بخفض عدد القوات لأقل من أربعة آلاف.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)