💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أديب ينسحب من مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية في ضربة للمبادرة الفرنسية

تم النشر 26/09/2020, 11:53
© Reuters. رئيس الوزراء اللبناني المكلف يعلن اعتذاره عن تشكيل الحكومة

من إدموند بلير وراية الجلبي

بيروت (رويترز) - أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب يوم السبت انسحابه من مهمة تشكيل الحكومة بعد جهود استمرت قرابة شهر، في ضربة لمبادرة فرنسية تهدف إلى دفع زعماء لبنان للتكاتف لانتشال البلاد من أسوأ أزماتها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وكان أديب، السفير السابق لدى برلين، قد كُلف بتشكيل حكومة في 31 أغسطس آب بعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أمّن توافقا على تسميته.

وقال مصدر مقرب من ماكرون لرويترز يوم السبت إن اعتذار أديب يعني أن الأحزاب السياسية في لبنان ارتكبت "خيانة جماعية"، لكنه أضاف أن فرنسا لن تتخلى عن لبنان.

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيعقد مؤتمرا صحفيا يوم الأحد يتناول الوضع السياسي في لبنان.

وبموجب خارطة الطريق الفرنسية، كانت الحكومة الجديدة ستتخذ خطوات سريعة لمكافحة الفساد وتطبيق إصلاحات مطلوبة تضمن الحصول على مساعدات دولية بمليارات الدولارات لإنقاذ اقتصاد يرزح تحت جبل من الدين العام.

وتلقى لبنان ضربة أخرى عندما وقع الانفجار الهائل بمرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب ودمر مساحة واسعة من العاصمة.

وأعلن أديب، وهو سني بموجب نظام المحاصصة الطائفية، تنحيه عن مهمة تشكيل الحكومة لكنه قال إن لبنان يجب ألا يتخلى عن المبادرة الفرنسية.

وقال بعد أن التقى بالرئيس ميشال عون "إنني أؤكد أن هذه المبادرة يجب أن تستمر لأنها تعبر عن نية صادقة من الدولة الفرنسية الصديقة ومن الرئيس ماكرون شخصيا بدعم لبنان ومساندته".

وحاول أديب تشكيل حكومة خبراء في بلد تتقاسم فيه الطوائف المسلمة والمسيحية السلطة وتنقسم فيه الولاءات السياسية على أسس طائفية.

وقال في بيان الاعتذار "مع وصول المجهود لتشكيل الحكومة إلى مراحله الأخيرة، تبين لي بأن هذا التوافق الذي على أساسه قبلت هذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الصعب من تاريخ لبنان لم يعد قائما،

"وبما أن تشكيلة بالمواصفات التي وضعتها باتت محكومة سلفا بالفشل، وحرصا مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها وميثاقيتها، فإني أعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة، متمنيا لمن سيتم اختياره للمهمة الشاقة من بعدي وللذين سيختارونه كامل التوفيق في مواجهة الأخطار الداهمة المحدقة ببلدنا وشعبنا واقتصادنا".

وكان السياسيون في لبنان قد وعدوا باريس بتشكيل حكومة بحلول منتصف سبتمبر أيلول. لكن جهود أديب ذهبت سدى بسبب خلاف على الحقائب الوزارية خاصة وزارة المالية التي سيكون لمن يقودها دور حيوي في وضع برنامج لانتشال لبنان من الأزمة الاقتصادية الطاحنة.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي بعد استقالة أديب "إنها انتكاسة، لكننا لن نيأس".

* عثرة

تعثرت هذا العام محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ ضرورية. وستكون أول مهمة لدى الحكومة الجديدة بعد تشكيلها استئناف تلك المفاوضات.

واصطدم تشكيل الحكومة بحجر عثرة عند مطالبة الجماعتين الشيعيتين الرئيسيتين، حركة أمل وحزب الله، بتسمية عدد من المناصب في الحكومة منها حقيبة المالية، وهو منصب كان يشغله شيعي.

وعقد أديب عدة اجتماعات مع سياسيين شيعة بارزين لكنه أخفق في التوصل لتوافق حول كيفية اختيار وزير المالية.

وقال سياسيون إن القيادات الشيعية خشيت من التهميش مع سعي أديب لإحداث تغيير في التعيينات الوزارية، والتي ظل بعضها حكرا على نفس الطائفة لسنوات.

وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن الفصائل والطوائف التي تدعمها إيران ربما أرادت تعطيل عملية تشكيل حكومة جديدة لانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجرى في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.

وينتهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى لإعادة انتخابه، سياسة متشددة حيال إيران وحلفائها، وفرضت إدارته عقوبات على سياسيين لبنانيين يدعمون حزب الله.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية، إن حركته ما زالت متمسكة بالمبادرة الفرنسية، في حين وصف سليمان فرنجية الذي يتزعم جماعة مسيحية متحالفة مع حزب الله المبادرة بأنها "فرصة ذهبية ويجب الإسراع بتشكيل حكومة وفاقية".

وقال التيار الوطني الحر، وهو الحزب الذي أسسه الرئيس اللبناني، إنه ملتزم بمبادئ الخطة الفرنسية وحث ماكرون على مواصلة دعم لبنان. وأضاف أن الحكومة الجديدة تحتاج إلى دعم التكتلات السياسية.

واتهم معارضون أديب بعدم إجراء مشاورات كافية.

وقال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، السياسي السني البارز الذي أيد أديب "نقول إلى أولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنكم ستعضون أصابعكم ندما".

وبعد إعلان النبأ زاد انخفاض قيمة الليرة اللبنانية التي تراجعت بقوة عن سعر الربط الرسمي أمام الدولار والبالغ 1500 منذ تفجر الأزمة الاقتصادية العام الماضي. وقال أحد المتعاملين إنه يجري تداولها الآن بسعر 8200 ليرة للدولار مقارنة مع 7700 ليرة يوم الجمعة.

© Reuters. أديب ينسحب من مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية في ضربة للمبادرة الفرنسية

وذكر تلفزيون الجديد اللبناني أن مجموعات صغيرة من المحتجين أضرموا النار في إطارات السيارات وأغلقوا الطرق في مدينتي طرابلس بالشمال وصيدا في جنوب البلاد لأسباب منها تراجع العملة الذي دفع العديد من اللبنانيين إلى هاوية الفقر.

(شارت في التغطية إلن فرنسيس وليلى بسام من بيروت وجون أيرش وميشيل روز من باريس - إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.