من نايليا باجيروفا ونفارد هوفهانيسيان
يريفان/باكو (رويترز) - قالت أرمينيا يوم الجمعة إنها ستتعاون مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بشأن تجديد وقف إطلاق النار في ناجورنو قرة باغ مع استمرار زيادة حصيلة القتلى بعد ستة أيام من القتال المتعلق بالمنطقة الانفصالية في جنوب القوقاز.
ولم ترد أذربيجان، التي تشتبك مع قوات من أصل أرميني في ناجورنو قرة باغ، على دعوة يوم الخميس لوقف إطلاق النار وجهتها الدول الثلاث التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تلعب دور الوساطة في الأزمة.
لكن رئيس أذربيجان إلهام علييف استبعد يوم الثلاثاء إجراء محادثات مع أرمينيا بشأن ناجورنو قرة باغ فيما قالت تركيا، حليفة أذربيجان يوم الخميس، إن القوى الثلاث ينبغي ألا يكون لها دور في تحقيق السلام.
وترددت أنباء بشأن وقوع مزيد من القتال خلال الليل. وقالت وزارة الدفاع في ناجورنو قرة باغ إن 54 جنديا قتلوا اليوم الجمعة لتصل حصيلة القتلى بين صفوف قواتها إلى 158.
كما ورد أيضا أن 11 مدنيا قتلوا وأصيب ما يربو على 60 في الجيب الجبلي الواقع داخل أراضي أذربيجان لكن يحكمه سكانه وأغلبيتهم من أصل أرميني.
وقال مكتب الادعاء في أذربيجان إن 20 مدنيا قتلوا و55 أصيبوا في قصف أرميني. ولم تعلن أذربيجان عن ضحايا بين قواتها المسلحة.
واندلعت الاشتباكات يوم الأحد بين أذربيجان وقوات من أصل أرميني في ناجورنو قرة باغ.
والقتال الحالي هو الأخطر منذ الحرب التي اندلعت في التسعينيات وأسفرت عن مقتل 30 ألفا وعزز مخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز، المنطقة التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن زعماء الاتحاد الأوروبي بحثوا الأزمة في قمة في بروكسل، وأضافت أنه ينبغي وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
ورحبت وزارة الخارجية الأرمينية بالبيان المشترك الذي أصدرته يوم الخميس روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وقالت إن البلد "ملتزم بالتوصل لحل للنزاع عبر وسائل سلمية".
وقالت الوزارة "سنواصل التصدي بإصرار لعدوان أذربيجان لكننا في الوقت نفسه مستعدون للتعاون مع الدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للتوصل لوقف إطلاق نار يستند إلى اتفاقيات 1994-1995" في إشارة لوقف إطلاق نار سابق.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس بأنه من الممكن التوصل لوقف إطلاق نار دائم فقط إذا انسحب "المحتلون الأرمن" من ناجورنو قرة باغ. وقال علييف إن مطالب أرمينيا بشأن ناجورنو قرة باغ غير مقبولة.
* الجميع متضررون
أبلغ رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في اتصال هاتفي أن وقف إطلاق النار سيكون مستحيلا ما لم يتم إبعاد "المرتزقة والإرهابيين" من ناجورنو قرة باغ.
واتهمت فرنسا تركيا بإرسال مرتزقة سوريين إلى الجيب الصغير فيما عبرت روسيا عن مخاوفها بشأن النشر المحتمل لمقاتلين من سوريا وليبيا. ونفت تركيا وأذربيجان هذه الاتهامات.
واتهم كل طرف الآخر بشن هجمات على أهداف مدنية يوم الجمعة، بما في ذلك إطلاق النار عبر حدودهما المشتركة إلى الغرب من إقليم ناجورنو قرة باغ.
ونفت وزارة الدفاع في أذربيجان ما ذكره موقع حكومي على الإنترنت نقلا عن وزارة الدفاع الأرمينية يوم الجمعة بأن أنظمة الدفاع الجوي في ناجورنو قرة باغ أسقطت طائرة حربية وطائرتين مسيرتين لأذربيجان.
وينذر اندلاع حرب شاملة بشأن ناجورنو قرة باغ بتورط قوى إقليمية مثل روسيا التي تملك قاعدة عسكرية في أرمينيا وتركيا التي قالت إنها ستساند أذربيجان.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)