من نفارد هوفهانيسيان ونايليا باجيروفا
يريفان/باكو (رويترز) - قالت أرمينيا يوم السبت إنها ستستخدم "جميع الوسائل اللازمة" لحماية المنحدرين من أصل أرميني من هجوم أذربيجان حيث تقاتل الأطراف المتصارعة لليوم السابع، في الوقت الذي لم تجد فيه أحدث دعوات دولية للسلام آذانا صاغية.
وقالت أذربيجان إن أرمينيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن إشعال فتيل الصراع المستمر منذ عقود والذي يهدد بجر قوى إقليمية إليه مثل روسيا وتركيا.
وارتفع عدد القتلى إلى 230 على الأقل في القتال الدائر حول ناجورنو قرة باغ، وهي جيب يقطنه منحدرون من أصل أرميني داخل أذربيجان لكن لم تعد تحت سيطرتها منذ التسعينات.
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ومع نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا التي تدعم ناجورنو قرة باغ. وقال ماكرون فيما بعد في بيان إنه اقترح سبيلا جديدا للعودة للمحادثات. لكن لم تظهر مؤشرات على أن المحاولة الفرنسية قد أدت إلى تحقيق أي انفراجة.
وقال المكتب الصحفي لعلييف في ملخص عن هذا الاتصال "رئيس أذربيجان ألقى بالمسؤولية كاملة على قيادة أرمينيا فيما يتعلق بانهيار المفاوضات وبدء المواجهة المسلحة".
وأحجمت القوات المسلحة الأرمينية حتى الآن عن دخول الحرب إلى جانب تلك الموجودة في ناجورنو قرة باغ. لكن باشينيان صور في كلمة بثها التلفزيون الصراع على أنه صراع وطني وشبه بينه وبين حرب البلاد مع تركيا العثمانية في أوائل القرن العشرين.
وقال "هذه حرب جديدة مع تركيا العثمانية ويجب أن يكون كل منا على استعداد لتكريس نفسه لهدف واحد اسمه النصر".
وقالت وزارة الخارجية الأرمينية إن أرمينيا بصفتها الضامنة لأمن ناجورنو قرة باغ ستتخذ "جميع الوسائل والخطوات اللازمة" لمنع ما سمته "الفظائع الجماعية" من قبل القوات الأذربيجانية وحليفتها تركيا.
ونفت أذربيجان وتركيا مرارا تورط القوات التركية. كما نفتا تأكيدات أرمينيا وروسيا وفرنسا بأن محاربين من المعارضة السورية يقاتلون إلى الجانب الأذربيجاني.
وردت أذربيجان قائلة إن منحدرين من أصل أرميني، من سوريا ولبنان وروسيا وجورجيا واليونان والإمارات العربية المتحدة، قد تم نشرهم أو كانوا في طريقهم للعمل "كمقاتلين إرهابيين أجانب" على الجانب الأرميني.
وتقول أرمينيا إن أذربيجان هي التي أعادت تأجيج الصراع بشن هجوم واسع في 27 سبتمبر أيلول.
وبينما دعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى إنهاء العمليات القتالية أيدت تركيا بشدة أذربيجان وكررت أن ما تسميه "المحتلين" الأرمن يجب أن ينسحبوا، رافضة المطالب "السطحية" بوقف إطلاق النار.
والقتال الحالي هو الأعنف منذ التسعينات ويعزز مخاوف دولية على الاستقرار في جنوب القوقاز، وهي المنطقة التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية.
واندلع العنف للمرة الأولى بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ في 1988 عندما كانت أرمينيا وأذربيجان ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، وقُتل في الصراع نحو 30 ألفا قبل وقف لإطلاق النار في 1994.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)