من نفارد هوفهانيسيان وستيفاني نيبيهاي ونايليا باجيروفا
يريفان/باكو/جنيف (رويترز) - خاضت أذربيجان وقوات من أصل أرميني اشتباكات جديدة في إقليم ناجورنو قرة باغ ومحيطه يوم الخميس قبل الاجتماع المقرر في جنيف بين الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في محاولة لتجنب حرب أوسع في جنوب القوقاز.
ومن المقرر أن يجتمع جيهون بيراموف وزير خارجية أذربيجان مع مبعوثين من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في جنيف يوم الخميس ومن المتوقع أن يجتمع زوهراب مناتساكانيان وزير خارجية أرمينيا مع مسؤولين من الدول الثلاث في موسكو يوم الاثنين.
وتمثل المحادثات بداية مسعى منسق بين الدول الثلاث لوقف القتال الذي اندلع يوم 27 سبتمبر أيلول مما زاد المخاوف على أمن خطوط أنابيب تمر عبر أذربيجان تنقل النفط والغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وتتبع ناجورنو قرة باغ أذربيجان بحكم القانون الدولي لكن يقطنها ويحكمها الأرمن الذين انشقوا في حرب دارت رحاها بين 1991 و1994 وسقط فيها نحو 30 ألف قتيل.
وتشارك واشنطن وباريس وموسكو في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي قادت الوساطة في الصراع حول الجيب الجبلي.
وقال متحدث أمريكي في جنيف "موقف الولايات المتحدة كان واضحا ولم يتغير: يتعين على الجانبين وقف الأعمال القتالية على الفور والعمل مع رئاسة مجموعة مينسك على العودة للمفاوضات في أقرب وقت".
وقبل بضع ساعات من الموعد المقرر للمحادثات قالت أذربيجان إن القوات الأرمينية قصفت مدينة كنجة.
وأضافت أن مدنيا قتل في منطقة جورانبوي وإن قرى أخرى تعرضت للقصف من قبل القوات العرقية الأرمينية.
وأفادت السلطات الأذربيجانية بمقتل 30 وإصابة 143 مدنيا منذ اندلاع القتال في 27 سبتمبر أيلول لكنها لم تورد بيانات عن خسائرها العسكرية.
وقالت السلطات في ناجورنو قرة باغ إن المركز الإداري الرئيسي، ستيباناكيرت تعرض للقصف وسجلت سقوط 30 قتيلا آخرين في صفوف جيشها، مما يرفع العدد الإجمالي للقتلى إلى 350 منذ اندلاع القتال. وأضافت أن 19 مدنيا قتلوا كذلك وأصيب كثيرون.
وفي أعقاب صدور أحدث تقارير عن القتال، قالت أرمينيا إنها عزلت رئيس جهاز الأمن الوطني بمرسوم رئاسي. ولم تورد سببا لذلك.
* مخاوف من حرب أوسع نطاقا
أثار القتال قلقا دوليا من أن تركيا، الحليف الوثيق لأذربيجان، وروسيا، التي لديها اتفاقية دفاعية مع أرمينيا، قد تنجرفان إلى الصراع.
وتجاهل الطرفان المتحاربان دعوات متكررة لوقف إطلاق النار ويختلف زعيما أذربيجان وأرمينيا على شروط وقف القتال.
فالمطلب الرئيسي لإلهام علييف رئيس أذربيجان هو أن تضع أرمينيا جدولا زمنيا للانسحاب من ناجورنو قرة باغ والأراضي المحيطة به كما يريد مشاركة تركيا في عملية السلام.
وقال في مقابلة مع شبكة يورونيوز إن حضور بايراموف محادثات جنيف "يظهر من الذي يريد المفاوضات".
ورفضت وزارة الخارجية الأذربيجانية الدعوات التي تطالب بوقف إطلاق النار من جانب واحد، وقالت إنها "تحافظ على الوضع القائم على الاحتلال".
واستبعدت أرمينيا الانسحاب من أراض تعتبرها وطنا تاريخيا لشعبها واتهمت تركيا بالتدخل العسكري في الصراع وتقول إنها أرسلت مرتزقة وهو ما تنفيه أنقرة.
وقال نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا ليورونيوز "موقفنا كان وما زال هو أن قضية قرة باغ لا يمكن حلها بالعنف".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتهم مجموعة مينسك بتجاهل القضية منذ عقود، في تصريحات نشرت يوم الخميس إن أنقرة ستستمر في دعم "أشقائنا في أذربيجان بكل ما في وسعها".
وقال "أجدد دعوتي للمجتمع الدولي ... لاتخاذ خطوات لإنهاء احتلال أرمينيا لأراض في أذربيجان".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير سها جادو)