من ستيفن فاريل ودان وليامز
القدس (رويترز) - وصل وفد إماراتي رسمي برفقة مسؤولين أمريكيين بارزين إلى إسرائيل يوم الثلاثاء في أول زيارة من نوعها بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين الشهر الماضي.
وأصبحت الإمارات والبحرين في سبتمبر أيلول أول دولتين عربيتين توقعان اتفاقات لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل منذ ربع قرن على الرغم من الخلافات المستمرة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأبرمت الاتفاقات، التي كان القلق من إيران أحد دوافعها الرئيسية، بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة الشهر المقبل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ترحيبه بوزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري ووزير الدولة للشؤون المالية عبيد بن حميد الطاير "نحن نصنع التاريخ بطريقة تتوارثها الأجيال".
ورافق وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين ومسؤولون أمريكيون آخرون الوزيرين الإماراتيين على متن طائرة من مطار أبوظبي إلى مطار بن جوريون في تل أبيب.
وقال نتنياهو "أعتقد أن زيارة وفد من الإمارات بهذا المستوى الرفيع... ستظهر لشعوبنا وللمنطقة وللعالم بأسره فائدة العلاقات الودية والسلمية والطبيعية".
وجرى توقيع أربع اتفاقيات تتعلق بالاستثمار والتعاون العلمي والطيران المدني والإعفاء من تأشيرات الدخول خلال الزيارة التي اقتصرت على المطار بسبب قيود احتواء تفشي جائحة كورونا.
وقال الطاير إن الاتفاقيات "توفر فرصا عظيمة لتحقيق الرفاهة لاقتصاد البلدين وشعبيهما".
وقال في إشارة إلى بحث العلاقات الضريبية والمالية إنه تم إحراز تقدم كبير بالفعل بين الحكومتين وأضاف "نتطلع لاستقبالكم في الإمارات في المستقبل القريب".
* الغضب الفلسطيني
قالت واشنطن وحلفاؤها إن الاتفاقات ستعزز السلام والاستقرار في المنطقة لكنها أثارت غضب الفلسطينيين.
وعلق واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الزيارة قائلا "اليوم هذا التطبيع وهذه الهرولة الإماراتية للتطبيع مع الاحتلال تشكل علامة فارقة في ظل تصاعد العدوان ضد الشعب الفلسطيني سواء البناء والتوسع الاستيطاني وطرح عطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف متحدثا من رام الله بالضفة الغربية المحتلة "هذا شيء مخز ما تم الإعلان من الاتفاقات الثنائية، اليوم الوفود التي تأتي وتذهب، كل ذلك يجري من أجل إعطاء أوراق قوة للاحتلال لتصعيد عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني ومزيد من التعنت والغطرسة".
وفي غزة قال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس "هذه الزيارة سوف تشجع الاحتلال على مواصلة الضم التدريجي لأراضي الضفة الغربية".
ووصف منوتشين، وهو أبرز مسؤول أمريكي مرافق للوفد، الزيارة بأنها "مناسبة تاريخية" وقال "مع الازدهار الاقتصادي الأكبر يأتي الأمن الأقوى".
وفيما يعكس إعادة ترتيب صفوف القوى الإقليمية القلقة من إيران، قال منوتشين إن إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة "تشترك في رؤية مماثلة بشأن التهديدات والفرص في المنطقة".
وقال إنه يتصور تمويلا يسهم في تحديث نقاط تفتيش الفلسطينيين التي تديرها إسرائيل.
وكان المسؤولون الأمريكيون قد رافقوا وفدا إسرائيليا زار البحرين يوم الأحد لحضور مراسم التوقيع على إقامة العلاقات الرسمية.
وقد وقعت إسرائيل والإمارات عدة صفقات تجارية منذ منتصف أغسطس آب عندما أعلنتا عن إقامة العلاقات الكاملة.
وقال وزير المالية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن "هذه الاتفاقيات ذات أهمية استراتيجية وإقليمية ستزيد الاستثمار والتجارة وتعزز العلاقات الاقتصادية بين الدول".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوفد الإماراتي قدم طلبا لفتح سفارة في تل أبيب وأضافت أنها تتوقع أن تفتح إسرائيل سفارة في أبوظبي قريبا.
(تغطية صحفية ليزا بارينجتون ودان وليامز وغيداء غنطوس - إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)