💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ضغوط أمريكية لإقامة علاقات مع إسرائيل تثير جدلا في السودان

تم النشر 20/10/2020, 16:43
© Reuters. ضغوط أمريكية لإقامة علاقات مع إسرائيل تثير جدلا في السودان
2350
-

من خالد عبد العزيز

الخرطوم (رويترز) - أثارت ضغوط أمريكية على السودان لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل نقاشا عاما في قضية ظل الحديث فيها محظورا لفترة طويلة الأمر الذي كشف عن انقسامات ربما تعقد إبرام أي اتفاق من هذا النوع سريعا.

وربما يكون الاتفاق بين السودان وإسرائيل قد أصبح أقرب مما كان يوم الاثنين عندما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن واشنطن سترفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقد بدا أن قيادات عسكرية تقود المرحلة الانتقالية على الصعيد السياسي في السودان تفتح الباب أمام تطبيع العلاقات غير أن جماعات مدنية تضم ساسة يساريين وإسلاميين أبدت رفضها لذلك.

وحتى الآن رفضت حكومة الخبراء محاولات أمريكية لدفع السودان للاقتداء بالإمارات والبحرين اللتين وقعتا اتفاقين لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل في البيت الأبيض الشهر الماضي.

وقال مصدران كبيران بالحكومة السودانية إن حذر الخرطوم يعكس مخاوف من أن يؤدي مثل هذا التطور الكبير في السياسة الخارجية في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية عميقة إلى اختلال التوازن الدقيق بين العسكريين والمدنيين بل وتعريض الحكومة نفسها للخطر.

وقال أحد المصدرين "اتخاذ قرار تاريخي بخصوص العلاقات مع إسرائيل يتطلب وضعا فيه استقرار اقتصادي وسياسي في البلاد".

وأضاف "بعد رفع العقوبات الأمريكية يمكن للسودان أن يناقش الحوار بشأن التطبيع مع إسرائيل وفوائده للسودان وفقا لمصالح السودان".

ومنذ 18 شهرا يمر السودان، الذي كان من ألد خصوم إسرائيل على مر السنين، بمرحلة انتقال سياسي بعد عزل الرئيس عمر البشير من السلطة في أعقاب احتجاجات شعبية.

وتواجه الحكومة تضخما متصاعدا يتجاوز 200 في المئة وقد واجهت صعوبات في توفير السلع والخدمات الأساسية. وتسببت جائحة فيروس كورونا وفيضانات شديدة في زيادة مشاكل السودان.

ومن المحتمل أن يسهم رفع السودان من قائمة الإرهاب، بمجرد أن تخصص الخرطوم 335 مليون دولار وافقت على دفعها لضحايا هجمات متشددين وأسرهم، في تخفيف المشاكل الاقتصادية وذلك من خلال خطوات منها فتح مساعدات تنموية وإنسانية بعد أن بحث مسؤولون أمريكيون والفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني مسألة العلاقات مع إسرائيل في ذلك الشهر.

غير أنه في الوقت الذي تضغط الولايات المتحدة بشدة لكي يقيم السودان علاقات طبيعية مع إسرائيل وهي تضع اللمسات الأخيرة على قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب، شدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على ضرورة عدم الربط بين الأمرين.

* عامل الوقت

قالت هبة محمد علي القائمة بأعمال وزير المالية للتلفزيون السوداني يوم الاثنين إنه ليس من الممكن إرغام شعب بالكامل على التطبيع في غضون أسبوع أو اثنين.

وأضافت أنه إذا كانت رغبة السودان هي إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل فيتعين إتاحة فرصة مناسبة لتدارس الأمر بالتفصيل.

ورغم التأييد البادي من جانب البرهان الذي التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا خلال فبراير شباط ومن جانب نائبه العسكري محمد حمدان دقلو الذي أثنى مؤخرا على التنمية الاقتصادية في إسرائيل، فإن التحرك السريع لتطبيع العلاقات قد يؤدي إلى تصدع التحالف المدني الذي يشاركانه السلطة.

وقال صديق فاروق من قيادات الحزب الشيوعي في التحالف الذي يدعم الحكومة "رأينا في الكيان الصهيوني لا يزال ثابتا، فهذا كيان (SE:2350) عنصري يعادي كل حركات التحرر الوطني".

ويقول حمدوك إنه لا يملك تفويضا للبت في العلاقات مع إسرائيل.

وقال فتح الرحمن أحمد من جامعة النيلين بالخرطوم إن "حمدوك بهذا الموقف يريد تحاشي اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلى انقسام في الائتلاف الحاكم الذي يدعم الحكومة".

وربما يؤدي الاعتراف بإسرائيل أيضا إلى رد فعل من الجماعات الإسلامية الموالية للبشير والتي سعت لتشويه الانتقال السياسي.

ومع ذلك فقد تمكن البعض من إبداء تأييده على الملأ لإقامة علاقات مع إسرائيل.

ويقول أبو القاسم برطم العضو السابق بالبرلمان إنه يخطط للقيام برحلة مع 40 شخصية من قطاعات الأعمال والرياضة والثقافة إلى إسرائيل كخطوة لبناء الثقة الشهر المقبل.

وفي القدس، قال زفي هاوزر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلية (كان) إن بإمكان إسرائيل مساعدة المنطقة بالعلوم والتكنولوجيا وأبدى أمله أن ينضم السودان إلى "موجة" الاعتراف بإسرائيل.

ويقول بعض الشباب السوداني الأقل دراية بالقضية الفلسطينية من آبائهم وأجدادهم إنهم يؤيدون هذه الخطوة.

وقال أحمد إبراهيم (30 سنة) الموظف بشركة للاتصالات "ليس لدي أي اعتراض على إقامة السودان علاقات طبيعية مع إسرائيل إذا كان ذلك في صالح البلد".

وأضاف "نريد وظائف و(خدمات) الصحة والتعليم وحياة أفضل ... ينبغي أن يهتم السودان بنفسه".

© Reuters. ضغوط أمريكية لإقامة علاقات مع إسرائيل تثير جدلا في السودان

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.