من كيرستي نيدهام وكيت كاديل
سيدني/شنغهاي (رويترز) - قال الكاتب الأسترالي يانغ هنغ جون المعتقل في بكين ويواجه المحاكمة بتهمة التجسس لصالح دولة لم تكشف الصين عنها إنه كان جاسوسا للصين وذلك وفقا لما ورد في خطاب خاص كتبه لأستاذه السابق عام 2011.
وكشف يانغ في الخطاب المفصل الذي اطلعت رويترز عليه أنه عمل مع وزارة أمن الدولة الصينية لمدة عشر سنوات بدءا من عام 1989 في أماكن منها هونج كونج وواشنطن قبل أن ينتقل إلى أستراليا.
ويقول فنغ تشونغ يي الأكاديمي الليبرالي الذي أرسل له يانغ الخطاب إن يانغ (55 عاما)، الذي أصبح مدونا مشهورا يدافع عن الديمقراطية، معرض للسجن لمدة عشر سنوات أو أكثر بعد أن اتهمته السلطات الصينية بتهديد الأمن القومي بالانضمام أو قبول مهمة لدى جهاز التجسس الذي لم تكشف عنه.
وكان يانغ قد أعلن في وقت سابق أنه غير مذنب وقال الشهر الماضي "لن أعترف بجرم لم أرتكبه".
وكشف فنغ تفاصيل الخطاب المتعلق بماضي يانغ كجاسوس للصين، وهو ما كان يتردد في أوساط المعارضين الصينيين في الخارج، كخطوة استباقية لمواجهة أي تضليل محتمل أثناء نظر قضية تجسسه لصالح دولة أخرى.
ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من مزاعم يانغ بأنه تجسس لحساب الصين أو من بعض التفاصيل الأخرى الواردة في خطابه.
وأحالت وزارة الشؤون الخارجية الصينية رويترز إلى بيان أصدرته يوم 12 أكتوبر تشرين الأول أكد فيه متحدث أن السلطات وجهت ليانغ اتهامات بالتجسس يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأحالت الحكومة الأسترالية رويترز لبيان أصدرته وزيرة الشؤون الخارجية ماريس بين الأسبوع الماضي وجاء فيه أن أستراليا لا ترى دليلا يدعم اتهام السلطات الصينية ليانغ بالتجسس.
ومنعت السلطات الصينية محامي يانغ من الحديث مع الإعلام في القضية.
وتسلط القضية الضوء على ما يصفها أنصار يانغ بأنها حملة على الأصوات الليبرالية في الصين منذ عام 2016 في عهد الرئيس شي جين بينغ وتأتي في وقت تدهورت فيه العلاقات الدبلوماسية بين أستراليا والصين بشدة.
* هونج كونج وواشنطن
وزاد عدد متابعي يانغ على الإنترنت كثيرا قبل أكثر من عشر سنوات بعدما كتب مئات المقالات عن سياسات الصين والولايات المتحدة وتايوان.
وألقي القبض على يانغ لأول مرة في الصين عام 2011 عندما اشتبهت الشرطة في أنه من المحرضين على ثورة الياسمين التي شهدت احتجاجات لم تدم طويلا دعا إليها نشطاء على الإنترنت من المدافعين عن الديمقراطية.
وأُطلق سراحه بعد ثلاثة أيام بعد تدخل الحكومة الأسترالية.
وقال يانغ في خطابه الذي يحمل تاريخ مايو أيار 2011 إنه عمل لحساب وزارة أمن الدولة الصينية في هونج كونج بدءا من عام 1992 وحتى تسليم بريطانيا المدينة للصين في 1997 ثم عمل لحسابها في واشنطن.
وقال إن الغطاء الذي تستر وراءه في هونج كونج كان العمل في شركة سياحة وفي واشنطن كان العمل كباحث في مركز دراسات.
وقال يانغ لفنغ في الخطاب "غيرت رأيي وتوصلت إلى وسيلة أفضل للتعبير عن الوطنية. ألا وهي التشجيع على التقدم الاجتماعي وإصلاح النظام السياسي ... وليس الاكتفاء بكوني جاسوسا".
وقال فنغ الذي أشرف على رسالة الدكتوراه ليانغ إن يانغ ترك العمل مع الوزارة عندما هاجر إلى أستراليا ليلحق بأسرته في عام 1999 وحصل على الجنسية الأسترالية في 2002.
وأمضى يانغ السنوات الأربع التالية في كتابة روايات عن الجاسوسية.
وفي أثناء اعتقاله عام 2011، سألته الشرطة كيف استطاع كتابة هذه الروايات دون أن يكشف أسرار الدولة. وقال في خطابه لأستاذه الذي يقع في 13 صفحة إنه رد قائلا "أعرف الحد الفاصل بين حب الوطن والخيانة".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)