من أنجيلا أوكومادو وأليكسيس أكواجيرام وليبي جورج
لاجوس (رويترز) - فرضت السلطات النيجيرية حظر التجول في مدينة لاجوس، كبرى مدن نيجيريا، والعديد من الولايات يوم الأربعاء حيث تجددت الاضطرابات، الناجمة عن احتجاجات مناهضة للشرطة، وذلك بعد يوم من أعمال العنف التي شملت إطلاق قوات الأمن النار على مدنيين.
وقال سكان إن النار أُضرمت في عدة مناطق في لاجوس في حين سُمعت أصوات أعيرة نارية على الرغم من دعوة الرئيس محمد بخاري "للهدوء وتفهم الموقف".
وسعت قوات الأمن لفرض حظر تجول على مدار الساعة في العاصمة التجارية وأقامت نقاط تفتيش.
لكن مجموعات من الشبان أغلقوا عددا من الطرق الرئيسية باستخدام فروع الأشجار والصخور. وتصاعدت سحب الدخان من مبان أُضرمت فيها النيران.
وأظهر مقطع مصور، تحققت رويترز من صحته، أفراد قوات الأمن في منطقة يابا في لاجوس يركلون رجلا وهو ملقى على الأرض. وأطلق أحد الضباط النار على ظهره وسحبه في الشارع.
وأظهرت صور التقطت بعد الحادث حشودا تتجمع وتحرق إطارات السيارات التي يتصاعد منها دخان أسود كثيف بينما تجمع مزيد من رجال الشرطة وهم في وضع استعداد لإطلاق الرصاص.
وقالت منظمة العفو الدولية، المدافعة عن حقوق الإنسان، إن أفراد الجيش والشرطة في نيجيريا قتلوا يوم الثلاثاء ما لا يقل عن 12 متظاهرا سلميا في اثنين من أحياء لاجوس هما ليكي وألوسا.
وأضافت أن 56 شخصا على الأقل قتلوا في نيجيريا منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء البلاد في الثامن من أكتوبر تشرين الأول، بينهم نحو 38 قتيلا يوم الثلاثاء وحده.
ولم يرد المتحدث باسم شرطة لاجوس على الفور على رسالة نصية واتصال هاتفي طلبا للتعليق.
ويتظاهر آلاف النيجريين يوميا منذ أسبوعين بسبب وحدة بالشرطة مختصة بمكافحة السطو وتتهمها جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان منذ سنوات بممارسة الابتزاز والانتهاكات والتعذيب والقتل.
وتم حل الوحدة، التي تتهمها جماعات حقوقية منذ فترة طويلة بالابتزاز والتعذيب والقتل، في 11 أكتوبر تشرين الأول لكن الاحتجاجات استمرت بدعوات لمزيد من الإصلاحات في تطبيق القانون.
وفرض حاكم ولاية لاجوس باباجيد سانو أولو حظر التجول فيها يوم الثلاثاء.
لكن بدا أن حادث إطلاق النار عند بوابة تحصيل رسوم في حي ليكي، حيث تجمع الناس في تحد لحظر التجول، يمثل أسوأ أعمال العنف منذ بدء الاحتجاجات وأثار قلقا دوليا بشأن الوضع في أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان، وهي منتج رئيسي للنفط في منظمة أوبك.
وقال حاكم الولاية إن 30 شخصا أصيبوا في إطلاق النار. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه كانت هناك "وفيات عديدة" وحث السلطات على تهدئة الوضع.
وقال أربعة شهود إن الجنود فتحوا النار وإن اثنين على الأقل أصيبا. وتحدث شاهدان عن إطفاء مصادر الإضاءة في البوابة قبيل بدء إطلاق النار. وقال أحدهما إنه رأى جنودا ينقلون جثثا.
ونفى الجيش النيجيري على تويتر وجود جنود في المكان.
وقالت المصورة إينين أكبان (26 عاما) إن أكثر من 20 جنديا وصلوا وفتحوا النار لدى اقترابهم من المحتجين.
وقال الشاهد أكينبوسولا أوجونسانيا إن الأضواء انطفأت فجأة عند الساعة 6:45 مساء(1745 بتوقيت جرينتش) تقريبا وقبل ذلك جاء رجال وأنزلوا كاميرات المراقبة. وبعد دقائق سار جنود بالزي العسكري نحو الحشد وكانوا يطلقون النار أثناء سيرهم. وقال إنه رأى نحو عشرة أشخاص أصيبوا بالرصاص وجنودا ينقلون جثثا.
وقالت الشاهدة شيكا ديبيا إن الجنود طوقوا المحتجين بينما كانوا يطلقون عليهم الرصاص.
وقال المنتج التلفزيوني هنري كوفر إن الأجواء كانت سلمية وكان الناس يرددون النشيد الوطني قبل أن يغرق المكان في ظلام دامس ويبدأ إطلاق النار.
وقال الرئيس محمد بخاري يوم الأربعاء إنه ملتزم بتحقيق العدالة لضحايا الوحشية وإن إصلاحات الشرطة التي طالب بها المتظاهرون أيضا تكتسب زخما.
وزار سانو أولو مصابين يعالجون في المستشفى من ضحايا ما سماه "حادث إطلاق النار المؤسف" في ليكي. وقال إن 25 شخصا يُعالجون من جروح وإن اثنين في العناية الفائقة.
من ناحية أخرى حثت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) قوات الأمن النيجيرية يوم الأربعاء على "ضبط النفس" في التعامل مع الاحتجاجات.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)