من نايليا باجيروفا
باكو (رويترز) - اندلع قتال جديد بين أذربيجان وقوات من عرق الأرمن يوم الأحد بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ الجبلي مع تبادل الطرفين اتهامات بعرقلة التوصل إلى تسوية سلمية للصراع.
واتهمت أرمينيا قوات أذربيجان بقصف أحياء سكنية للمدنيين. ونفت باكو قتل مدنيين وقالت إنها مستعدة لتنفيذ وقف إطلاق النار بشرط انسحاب قوات الأرمن من ساحة القتال.
واندلع القتال مطلع الأسبوع داخل وحول ناجورنو قرة باغ، وهو إقليم تابع لأذربيجان لكن يحكمه ويسكنه الأرمن، بعد أن استضاف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان يوم الجمعة في إطار مسعى جديد للسلام.
وقوض انهيار اتفاقين لوقف إطلاق النار توسطت روسيا فيهما الآمال في نهاية سريعة للقتال الذي اندلع في 27 سبتمبر أيلول.
واتهم مسؤولون من ناجورنو قرة باغ قوات أذربيجان بإطلاق نيران المدفعية على مناطق سكنية في أسكيران ومارتوني في أثناء الليل. وقالت أذربيجان إن مواقعها تعرضت لهجوم بأسلحة خفيفة وقذائف مورتر ودبابات وصواريخ هاوتزر.
وقال إلهام علييف رئيس أذربيجان "أنا على ثقة تامة في فعالية مفاوضات السلام لكن ذلك يعتمد أيضا على استعداد الجانب الأرميني للمشاركة فيها".
وأضاف في مقابلة مع فوكس نيوز نشرت وكالة أنباء أذربيجان الحكومية (أذرتاج) نصها "لماذا يتمكن الأرمن والأذربيجانيون من العيش معا في جورجيا وروسيا وأوكرانيا ولا يتمكنون من ذلك في ناجورنو قرة باغ؟"
وقال آرمين ساركيسيان رئيس أرمينيا إن باكو "عنيدة بشدة ومدمرة".
وترغب قوى عالمية في الحيلولة دون تحول القتال إلى حرب أوسع تتورط فيها تركيا التي تدعم أذربيجان، وروسيا التي أبرمت معاهدة دفاعية مع أرمينيا.
وتسببت الخلافات بشأن الصراع في مزيد من التوتر في العلاقات بين تركيا وشركائها في حلف شمال الأطلسي واتهم بومبيو أنقرة بتأجيج الصراع من خلال تسليح قوات أذربيجان ونفت تركيا ذلك.
ودعا ساركيسيان في تصريحات نشرتها وكالة أرمنبرس للأنباء "اللاعبين الدوليين" للتدخل على الفور لفرض وقف لإطلاق النار.
وقال "روسيا وسيط موثوق به وسباق في إطار صراع ناجورنو قرة باغ، روسيا تلعب دورا مهما هنا".
وقال علييف إنه "أمر خطير جدا" أن تطلب أرمينيا الدعم العسكري الروسي في الصراع وأكد أنه لا يتعين على أطراف ثالثة التدخل عسكريا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إنه يأمل أن تساعد الولايات المتحدة روسيا على التوسط في حل للصراع.
قالت وزارة الدفاع في إقليم ناجورنو قرة باغ يوم الأحد إنها سجلت سقوط 11 قتيلا جديدا في صفوف قواتها، ليرتفع عدد القتلى العسكريين لديها إلى 974 قتيلا منذ اندلاع القتال مع القوات الأذربيجانية.
وتقول أذربيجان إن 65 مدنيا من مواطنيها قُتلوا في الصراع وأصيب 298 لكنها لا تعلن عن خسائرها العسكرية.
وقُتل نحو 30 ألفا في حرب استمرت من عام 1991 إلى عام 1994 بسبب ناجورنو قرة باغ. ويقول الأرمن إن الإقليم جزء من الوطن القومي التاريخي لهم وترى أذربيجان أنه أرض محتلة يجب أن تعود لسيطرتها.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)