من نيليا باجيروفا ونفارد هوفهانيسيان
باكو/يريفان (رويترز) - تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بقتل مدنيين من خلال قصف المدن في إقليم ناجورنو قرة باغ والمناطق المحيطة به يوم الأربعاء في تصعيد للقتال المستمر منذ شهر والذي لم تفلح ثلاثة اتفاقات لوقف إطلاق النار في وضع حد له.
وقالت أذربيجان إن 21 قتلوا عندما قصفت أرمينيا بلدة باردا شمال شرقي ناجورنو قرة باغ. وقال مسؤولون مدعومون من أرمينيا في الإقليم إن قصف أذربيجان لأكبر مدينتين بالمنطقة أسفر عن مقتل فرد واحد.
وينفي كل طرف مزاعم الآخر.
وأثار أسوأ قتال في جنوب القوقاز منذ نحو 30 عاما مخاوف من نشوب حرب أوسع قد تنجر إليها تركيا التي أعلنت دعمها القوي لأذربيجان، وروسيا التي تربطها معاهدة دفاعية بأرمينيا. ويشكل الصراع كذلك تهديدا لخطوط أنابيب تنقل الغاز والنفط من أذربيجان للأسواق الدولية.
وأكدت وزارة الدفاع الأرمينية يوم الأربعاء كذلك سيطرة أذربيجان على بلدة قوبادلي الواقعة بين الإقليم والحدود الإيرانية في مكسب عسكري يمكن فيما يبدو أن يصعب التوصل إلى حل دبلوماسي.
وناجورنو قرة باغ إقليم معترف به دوليا كجزء من أراضي أذربيجان لكن يقطنه ويديره الأرمن. وسقط نحو 30 ألف قتيل في حرب على الإقليم دارت رحاها بين 1991 و1994.
وترفض أذربيجان أي حل من شأنه أن يترك الجيب الذي تعتبره محتلا دون سند من القانون تحت سيطرة الأرمن. وتعتبر أرمينيا المنطقة جزءا من وطنها التاريخي وتقول إن السكان هناك بحاجة إلى حمايتها.
وقال مكتب المدعي العام في أذربيجان إن 21 قتلوا وأصيب 70 في قصف باردا. وكانت وزارة الدفاع قالت في وقت سابق إن قوات الأرمن قصفت مناطق سكنية في منطقة تارتار المجاورة وفي مقاطعة آقجبدي اللتين تقعان خارج ناجورنو قرة باغ وتسيطر عليهما حكومة باكو. ونفت أرمينيا هذا الاتهام.
وقال جهاز الطوارئ والإنقاذ في ناجورنو قرة باغ إن القصف طال خانكندي أكبر مدن الإقليم. وأضاف أن مدنيا قتل في قصف آخر على مدينة شوشي الواقعة على مسافة 15 كيلومترا باتجاه الجنوب.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن مستشفى للولادة في خانكندي تعرض للقصف. ولا تقارير عن خسائر بشرية.
* انتهاك الاتفاقات
قالت وزارة الدفاع في ناجورنو قرة باغ إنها سجلت مقتل 1068 من جنودها منذ بدء القتال يوم 27 سبتمبر أيلول. ولا تكشف أذربيجان عن خسائرها العسكرية. وقدرت روسيا إجمالي عدد القتلى بنحو خمسة آلاف.
وتوسطت واشنطن في أحدث اتفاق، من ثلاثة، لوقف إطلاق النار يوم الأحد. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجدد القتال بأنه "مخيب للآمال" وحث وزير الخارجية مايك بومبيو الطرفين على السعي إلى حل دبلوماسي.
ومن المقرر أن تجتمع مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تشكلت للتوسط في الصراع وتقودها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في جنيف غدا الخميس. وطالبت تركيا بدور أكبر في المجموعة.
وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقه في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء من انخراط مقاتلين من الشرق الأوسط في الصراع على نحو متزايد.
وقال أردوغان يوم الأربعاء إن تركيا مخلصة في جهودها لحل الصراع وإنه يؤمن بإخلاص روسيا كذلك. وقال إنه أبلغ بوتين بأن أرمينيا تستعين بمقاتلين من الأكراد.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)