💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-بايدن يواجه مسارا غامضا للتهدئة مع إيران الحذرة

تم النشر 28/10/2020, 19:13
© Reuters. تحليل-بايدن يواجه مسارا غامضا للتهدئة مع إيران الحذرة

من باريسا حافظي وأرشد محمد

دبي/واشنطن (رويترز) - يعتزم جو بايدن التخلص مما يصفه "بالفشل الخطير" لسياسة الضغوط القصوى التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب مع إيران إذا فاز في الانتخابات الأمريكية، ولكن بعد سنوات المواجهة ربما تثبت الأيام أن نهجه -الدبلوماسية أولا- تجاه خصم واشنطن التاريخي في الشرق الأوسط يمثل تحديا هائلا.

فقد تعهد بايدن، الذي كان نائبا للرئيس باراك أوباما عند إبرام اتفاق إيران النووي مع ست قوى عالمية في 2015، بالعودة إلى الاتفاق، الذي انسحب منه ترامب عام 2018 وعاود فرض العقوبات، وذلك إذا عادت طهران إلى الالتزام به.

وفي ظل العوائق التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني بلغت علاقات طهران مع واشنطن نقطة الغليان كما بات التوافق الدولي بشأن نشاط إيران النووي، الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لصنع قنبلة نووية، في حالة من الفوضى.

والضغوط شديدة على زعماء إيران للإفلات من العقوبات، خاصة وأنهم يستقون جل دعمهم من الإيرانيين الأكثر فقرا الذين يكافحون من أجل البقاء وسط ارتفاع أسعار الخبز وزيت الطهي وغيرها من السلع الأساسية مع الانخفاض الحاد في قيمة الريال.

وزاد تفشي فيروس كورونا من هذه الضغوط. فوسائل الإعلام الإيرانية كثيرا ما تعلن عن تسريح عمالة وإضرابات عمال لم يتقاضوا أجورهم منذ شهور.

لكن من بين العقبات التي تواجه الديمقراطي بايدن في مسعاه لمعاودة فتح مسار للتهدئة مع إيران افتقادها الثقة في واشنطن، وهو ما كرسه ترامب بانسحابه من الاتفاق.

وقال مسؤول متشدد مقرب من مكتب الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "لماذا ينبغي لنا أن نثق في بايدن؟ إنه مثل أوباما. لا يمكن الوثوق في الديمقراطيين". وأضاف أن ترامب قد يعرض في نهاية المطاف اتفاقا أفضل من الذي انسحب منه.

ولم يوضح ترامب وبايدن بعد كيف يعتزم كل منهما إقناع إيران باتباع نهجه.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الاثنين عقوبات في إطار مكافحة الإرهاب على أطراف رئيسية في قطاع النفط الإيراني لدعمهم فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

* مطالبات بالتعويض

قال ترامب إنه يريد إبرام اتفاق جديد مع طهران يتصدى لبرنامج إيراني الصاروخي ودعمها لجماعات تعمل لحسابها في سوريا ولبنان واليمن.

أما بايدن ففكرته تتمثل على ما يبدو في العودة لاتفاق عام 2015 كمقدمة لمحادثات أوسع وأشمل بشأن نشاط إيران النووي وصواريخها الباليستية وأنشطتها الإقليمية.

غير أن العودة للاتفاق الأصلي ليست بالمهمة السهلة.

فمن بين التعقيدات مطالبة إيران بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بها منذ أن عاود ترامب فرض العقوبات. فمن المرجح أن تطلب الجمهورية الإسلامية رفع العقوبات غير النووية الأخرى التي فرضتها عليها الولايات المتحدة منذ مايو أيار 2018. كما قد تطالب بتعويض عن الوقت والمال اللذين ستنفقهما من أجل فك وتخزين أجهزة الطرد المركزي التي عاودت تركيبها بما فيها الموجودة في مجمع فوردو النووي الذي يحظر الاتفاق النووي تخصيب اليورانيوم فيه.

وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية "يتعين على الإدارة الأمريكية التالية، إلى جانب العودة إلى الاتفاق، تعويض إيران عن الأضرار التي ألحقت بها خلال فترة الانسحاب... وبالطبع التعهد بضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات".

واستبعدت الإدارة الإيرانية وقف برنامجها الصاروخي أو تغيير سياساتها الإقليمية لكنها قالت العام الماضي إنها لا تنوي زيادة مدى صواريخها. وتقول إيران إنها لن تدخل في مفاوضات ما لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات.

وتشكل المتاعب الاقتصادية للإيرانيين ضغوطا على طهران للتفاوض على تخفيف العقوبات، لكن في ظل إجراء الانتخابات الإيرانية العام المقبل فلا مجال على الأرجح للتوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب.

* عداء

يقول مسؤولون إيرانيون إن إيران لن تجري أي محادثات قبل الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف 2021 والمتوقع أن يفوز بها المحافظون المناهضون للولايات المتحدة.

وقال مسؤول بالحكومة الإيرانية "إذا فاز بايدن ستبدأ المفاوضات بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية. سيوفر ذلك للمحافظين فسحة من الوقت لتأمين فوزهم في الانتخابات".

وقال مسؤول أمني إيراني "يجب عدم توقع الكثير من التنازلات من الجانب الإيراني... إذا فاز بايدن فلا سبيل لتوقع هامش كبير للمساومة من جانب (خامنئي)".

وأحجم المسؤولون الإيرانيون عن إعلان تأييدهم لأي من المرشحين الأمريكيين لكن بعض المسؤولين أشاروا إلى أن المحافظين الموالين لخامنئي قد يفضلون التعامل مع ترامب وليس بايدن.

ولا يرجع ذلك فحسب إلى شعور إيران أن بإمكانها التعامل مع نهج ترامب في الدبلوماسية المتأثر بعقلية الصفقات والأعمال، بل أيضا‭‭ ‬‬إلى أن العداء الذي يكنه له الإيرانيون يمكن للمحافظين توظيفه في الانتخابات لتكريس وضعهم السياسي باعتبارهم المدافعين الشجعان عن الأمة.

وقال المسؤول الأمني الإيراني "كل هذه الأمور يمكن التفاوض عليها وحلها. طهران تريد رفع العقوبات والأمريكيون يريدون التهدئة في الشرق الأوسط. يمكن التوصل لوضع يضمن تحقيق مكاسب للطرفين. عندما توجد الإرادة تتوفر الوسيلة".

© Reuters. تحليل-بايدن يواجه مسارا غامضا للتهدئة مع إيران الحذرة

وأضاف "لكن الأمر سيكون أسهل مع ترامب. فهو رجل أعمال ولا يريد مشكلات في فترة ولايته الثانية".

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.