💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-فوز بايدن بالرئاسة سيشدد الموقف الأمريكي من تركيا لكنه فرصة لإصلاح العلاقات

تم النشر 29/10/2020, 19:17
© Reuters. تحليل-فوز بايدن بالرئاسة سيشدد الموقف الأمريكي من تركيا لكنه فرصة لإصلاح العلاقات
USD/TRY
-

من حميرة باموق

واشنطن (رويترز) - بعد أيام من تسلم تركيا نظم الدفاع الصاروخي الروسية في يوليو تموز 2019 أجمع كبار مسؤولي الأمن في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة التزام واشنطن بتهديدها بفرض عقوبات على تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي.

كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أرسلت توصياتها إلى مجلس الأمن القومي داعية إلى فرض عقوبات فورية على أفراد وكيانات في تركيا وكان من المقرر تنفيذ تلك الإجراءات بمجرد أن يعتمدها الرئيس دونالد ترامب.

لكن مصدرين مطلعين على عملية اتخاذ القرار عند ترامب قالا إنه لم يفعل ذلك وخالف أقرب مستشاريه إليه. ويرفض ترامب حتى الآن فرض عقوبات على أنقرة لشرائها النظام الصاروخي إس-400 الروسي الذي تقول واشنطن إنه يعرض دفاعات حلف شمال الأطلسي للخطر.

ورغم أن مخالفة نصائح المستشارين أمر شائع عند ترامب فقد حال تصرفه الفطري أن يتعامل باللين مع تركيا دون حدوث انهيار كامل في العلاقات المتدهورة بشدة بين أنقرة وواشنطن.

كانت الشراكة القائمة بين البلدين منذ عشرات السنين قد شهدت اضطرابا لم يسبق له مثيل في السنوات الخمس الأخيرة بسبب خلافات على السياسات الخاصة بسوريا والعلاقات الأوثق التي ربطت بين أنقرة وموسكو وطموحات تركيا في شرق البحر المتوسط واتهامات أمريكية موجهة لبنك تركي مملوك للدولة وتراجع الحقوق والحريات في تركيا.

وإذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن منافس ترامب في الانتخابات التي تجري يوم الثلاثاء القادم، كما تشير استطلاعات الرأي، فسيفقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أفضل حليف له في واشنطن لتصبح أنقرة مكشوفة أمام غضب الكونجرس الأمريكي شديد العداء لها وبعض الوكالات الأمريكية المتشككة في أنقرة.

ومن المتوقع أن يأخذ بايدن الذي وصف أردوغان بالمستبد في ديسمبر كانون الأول الماضي موقفا أكثر صرامة من تركيا وخاصة فيما يتعلق بتراجع حقوق الانسان والأعراف الديمقراطية وربما يفرض عقوبات بسبب شراء أنقرة نظام الصواريخ الروسي إس-400 بعد أن أكد أردوغان الأسبوع الماضي اختبار النظام.

غير أن محللين قالوا إن الأولوية بالنسبة لبايدن ستكون مواجهة روسيا وإيران وإعادة الاستثمار في التحالفات متعددة الأطراف وهو ما قد يفيد أنقرة.

وقال ماكس هوفمان المدير المشارك بمركز التقدم الأمريكي "من المستبعد أن يلجأ بايدن إلى نهج تلقائي بفرض العقوبات، مثلما يفترض كثيرون فيما يبدو، لكنه سيضيق الهوة على الأرجح بين صفوف المسؤولين المتخصصين في ... الحكومة الأمريكية والبيت الأبيض، وهي الهوة التي اتسعت في عهد ترامب".

وأضاف "هذا سيعني أن أردوغان لن يتمكن من قلب السياسة الأمريكية رأسا على عقب بمكالمة واحدة للبيت الأبيض".

وقد سبق أن امتدح ترامب علانية أردوغان وأسلوبه في الحكم الذي يميل للمواجهة ووصفه بأنه "صديق" و"زعيم بارع". وإلى حد كبير التزمت واشنطن الصمت في مواجهة تزايد استبداد أردوغان بالسلطة.

وقال توري توسيج مدير الأبحاث بمركز بيلفر بكلية كنيدي في هارفارد "أعتقد أن من الإنصاف القول إنك ستشهد تحولا أقوى (من إدارة بايدن) ضد الحكومة التركية حين تتعارض مع المصالح الأمريكية".

وأشار إلى أن تراجع الديمقراطية في تركيا سيكون على الأرجح مصدرا أكثر أهمية للقلق.

وامتنع مسؤولون في حملة الدعاية الانتخابية لبايدن عن التعليق في هذا التقرير.

* نفاد صبر الكونجرس

سيكون من أوائل الخطوات التي يخطوها بايدن في السياسة الخارجية إعادة التزام واشنطن بالتحالفات وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي الذي لحق الضرر بتماسكه في عهد ترامب بتشكيكه في أهمية الحلف القائم منذ 70 عاما.

وقال المحللون إن إصلاح التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا سيدفع بايدن للعمل مع تركيا أو على أقل تقدير السعي في هذا الاتجاه.

وقال سونر كاجابتاي، وهو باحث كبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "أتوقع أن يتواصل بايدن مع أردوغان لأن الأولوية ستكون لإنعاش حلف شمال الأطلسي، وتعلمون أن ذلك غير ممكن دون تركيا".

لكن ذلك الجهد سوف يصطدم مع الضغط المتزايد من جانب الكونجرس لفرض قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، وهو تشريع أقره مجلس الشيوخ الأمريكي بموافقة 98 عضوا مقابل رفض عضوين اثنين ومصمم لمعاقبة اعتداء روسيا وإيران وكوريا الشمالية وردع الدول الأخرى عن التعاون مع هذه الدول.

وقال السناتور الديمقراطي كريس فان هولن في مقابلة "صبر الكونجرس نفد بالفعل. أتصور أنكم ستجدون تأييدا من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في الكونجرس لدفع الإدارة، أيا كانت، للمتابعة من خلال عقوبات قانون مكافحة أعداء أمريكا".

وحتى الآن تمثل عقاب واشنطن لأنقرة على شرائها النظام الصاروخي الروسي في استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة إف-35. لكن الشركات التركية ما زالت تنتج مكونات هذه الطائرات.

وكتب إمري بيكر، وهو مدير في مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية، في مذكرة بحثية حديثة أن أنقرة وواشنطن لديهم فسحة زمنية بين ستة وتسعة أشهر لإعادة العلاقات وبناء النوايا الحسنة مع استمرار ارتفاع "احتمالات الحوادث" وتزايدها بمرور الوقت.

وأضاف بيكر "في ظل خيارات معاقبة تركيا، وبغض النظر عن تخلي أنقرة عن صواريخ إس -400، من المرجح أن يبدأ بايدن في فرض إجراءات أخف وطأة قرب نهاية عام 2021 بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات ويهدد باتخاذ إجراء أكثر صعوبة ما لم تتراجع تركيا عن مسارها. قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات قد يكون كارثيا لتركيا".

فالليرة التركية المنكوبة عرضة بشكل خاص لعقوبات أمريكية.

ولا تظهر أنقرة في الوقت الحالي أي مؤشرات على التراجع.

وقال أردوغان يوم الجمعة إن الاختبارات "أُجريت وتُجرى"، مضيفا فيما بدا أنه تحد لأمريكا، "أيا ما كانت عقوباتكم، لا تتراجعوا".

© Reuters. تحليل-فوز بايدن بالرئاسة سيشدد الموقف الأمريكي من تركيا لكنه فرصة لإصلاح العلاقات

(إعداد منير البويطي ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.