💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

العويساوي.. رحلة شاب تونسي من ضاحية مهمشة إلى قطع رأس في كنيسة فرنسية

تم النشر 30/10/2020, 15:40
© Reuters. أسرة المشتبه به في هجوم نيس: لم يُظهر أي علامات تطرف

من طارق عمارة وجهاد عبدلاوي

صفاقس (تونس) (رويترز) - أخبر إبراهيم العويساوي المشتبه فيه في هجوم نيس عائلته عندما اتصل بهم فجرا عبر الفيديو أنه وصل للتو إلى نيس ووجد مكانا في أسفل مدرجات مبنى مقابل للكنيسة سيخلد فيه للنوم ويرتاح قليلا.

وبعدها بساعات قليلة، قالت الشرطة الفرنسية إن الشاب التونسي دخل إلى الكنيسة وقتل شخصين وقطع رأس امرأة وهو يردد "الله أكبر".

وقال ياسين العويساوي شقيق إبراهيم متحدثا لرويترز في بيتهم "أخبرنا أنه وصل للتو ولم يعرف أحدا هناك ... قال إنه سيغادر المبنى في الصباح ويبحث عن تونسي للتحدث معه ليرى ما إذا كان يمكنه البقاء معهم أو العثور على وظيفة".

وإبراهيم العويساوي اعتقل لارتكاب جريمة عنف واستعمال سكين قبل أربع سنوات عندما كان مراهقا. وتخلى عن المخدرات والكحول وبات مداوما على الصلاة، إلا أنه لم يكن مدرجا على أي قائمة تونسية أو فرنسية للجهاديين المشتبه بهم، وفقا للشرطة في البلدين.

وانتهى هجوم الخميس عندما أطلقت الشرطة النار على العويساوي ليرقد في حالة حرجة. كان يحمل مصحفا والسكين الطويلة المستخدمة في القتل. وقالت الشرطة إنها عثرت على سكاكين أخرى بجوار حقيبته.

في منزل عائلة العويساوي بطينة في ضاحية صفاقس، يبكي والداه وتسعة من إخوته وهم يتحدثون تحث وقع الصدمة. وعندما عرضت تقارير التليفزيون موقع الهجوم، تعرفوا على المكان لأول وهلة وقالوا إنه حدثهم من المبنى الذي كان يتلقى فيه العلاج بعد إصابته برصاص الشرطة.

ولم يروا ابنهم إبراهيم (21 عاما) منذ سبتمبر أيلول عندما صعد على متن قارب صغير متجها إلى لامبيدوسا، الجزيرة الإيطالية الصغيرة على بعد 130 كيلومترا فقط، وهي نقطة وصول رئيسية للمهاجرين إلى أوروبا.

ولم يخبر إبراهيم عائلته بمخططه للهجرة لعلمه أن والدته كانت ترفض ذلك لكنه أصر على الذهاب هذه المرة بعد أن فشل في ذلك العام الماضي مثل كثيرين من أقرانه في المنطقة وفي عديد من جهات البلاد ممن يحلمون بالوصول إلى أوروبا بحثا عن كسب سريع وتحسين أوضاعهم البائسة.

تحدث ياسين بصدمة عن طموحات شقيقه قائلا "لقد كان يقول أريد أن أعمل وأن أتزوج وأن أشتري منزلا وسيارة مثل أي شخص آخر".

وتقول عائلته وجيرانه إنه كان يبيع الوقود المهرب في كشك صغير للوقود بالمنطقة.

وصل إبراهيم إلى إيطاليا حيث أقام في جزيرة لامبيدوسا منذ 20 سبتمبر أيلول قبل أن ينتقل إلى داخل إيطاليا في الثامن من أكتوبر تشرين الأول الحالي.

وقالت أسرته إن العويساوي وصل إلى فرنسا الأربعاء. بينما كان الآلاف من المسلمين حول العالم يحتجون على رد الحكومة الفرنسية على مقتل مدرس.

واتصل المشتبه به في هجوم نيس بعائلته ليخبرهم أنه غادر إيطاليا. فقالت والدته قمرة "أنت لست متعلما. لا تجيد اللغة. لماذا ذهبت إلى هناك؟". فأجاب "أمي أحتاج دعواتك فقط".

وقال المدعي العام الفرنسي إنه بعد وصوله إلى نيس قرابة فجر يوم الخميس، أمضى حوالي ساعة ونصف الساعة في محطة القطار، ثم ارتدى حذاء جديدا ووقع الهجوم بعد ذلك.

‭‭‭‭ *‬‬‬‬من المخدرات والكحول إلى الصلاة

كانت عائلة العويساوي تعيش في طينة منذ أن كان إبراهيم رضيعا، وهو واحد من ثلاثة أولاد وسبع فتيات في العائلة بعد أن انتقلوا للعيش هناك قادمين من منطقة نائية في القيروان اسمها بوحجلة.

وقالت اخته عفاف لرويترز إن إبراهيم انقطع مبكرا عن الدراسة وإنه لا يتقن أي لغة باستثناء العربية.

واشتغل العويساوي ميكانيكيا قبل أن يوفر قليلا من المال ليشتري مضخة وقود لعلها تساعده في توفير ما يحتاجه للوصول إلى الضفة الأخرى.

عائلته وجيرانه يقولون إنه لم يكن معروفا أن لديه أي آراء متشددة أو ينتمي إلى دوائر جهادية وكان لا يتردد بانتظام على مسجد المنطقة.

وأصبح إبراهيم مواظبا على الصلاة كثيرا في المنزل منذ حوالي عامين، على حد قول شقيقه، بعد أن تخلى عن تناول الكحول والمخدرات.

وتكافح تونس لسنوات تهديدا أمنيا جهاديا، على الرغم من أن الشرطة أصبحت أكثر فعالية. والهجمات الجهادية في تونس في السنوات الأخيرة نُفِّذت بشكل أساسي من قبل أشخاص متطرفين يتم استقطابهم على الإنترنت.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية يوم الجمعة أن السلطات أذنت بفتح تحقيق في مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي نسبت هجوم نيس إلى جماعة لم تكن معروفة من قبل تسمى منظمة "المهدي في الجنوب التونسي".

وقال أشرف فرجاني أحد جيران العويساوي "لم يكن سلوكه مريبا أبدا. لم أسمع أبدا عن تعامله مع جماعات متطرفة أو أي شيء يتعلق بالإرهاب أو التطرف".

والدته كانت تبكي بحرقة أثناء حديثها لرويترز عن ابنها. تخضع الأسرة للتحقيق الآن وصادرت الشرطة بعض هواتفهم.

ولا يريد ياسين إبراهيم تصديق أن أخيه هو من نفذ تلك العملية البشعة تماما مثل بقية العائلة التي تقول إنه قد يكون متفرجا عاديا في ذلك المكان وكان محاصرا في جريمة شهدها ولم يكن طرفا فيها.

وعلى عكس كل روايات الشرطة الفرنسية وشهود يقول شقيقه "ربما وقع الهجوم وسمع شيئا فركض ليرى ما حدث وأطلق عليه الرصاص".

© Reuters. العويساوي.. رحلة شاب تونسي من ضاحية مهمشة إلى قطع رأس في كنيسة فرنسية

(تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.