من جيف ميسون وسونيا هيبنستال
واشنطن (رويترز) - احتفظ نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، المسيحي المحافظ وأحد الثوابت القليلة في سنوات دونالد ترامب العاصفة في البيت الأبيض، بثقة رئيسه بحرصه على ألا يخرج من ظله.
وسواء فاز ترامب في الانتخابات يوم الثلاثاء أم خسر، فمن المرجح أن تتغير تلك الاستراتيجية وهذا الوضع. إذ سيصبح بنس (61 عاما) ضمن أبرز المرشحين لخوض معركة الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة لعام 2024 بمجرد إعلان نتائج انتخابات 2020.
وسيفعل ذلك وهو يحمل سجل الرجل الثاني القانع بأداء دور من وراء الكواليس في البيت الأبيض وكسب لنفسه مكانة أثيرة لدى الرئيس الذي كان نجما تلفزيونيا فيما سبق.
كان لبنس، الحاكم السابق لولاية إنديانا وعضو الكونجرس الأمريكي السابق، دور محوري في بعض الانتصارات التشريعية الرئيسية التي حققتها إدارة ترامب لاسيما التخفيضات الضريبية التي تم إقرارها عام 2017.
كما أشرف على التحرك الأمريكي للتصدي لجائحة فيروس كورونا بصفته رئيسا لمجموعة العمل الخاصة بالفيروس في البيت الأبيض غير أن هذه المهمة لم تسر على ما يرام رغم إشادة الإدارة بها وإدراجها في عداد المهام الناجحة.
وقد توفي حوالي 230 ألفا في الولايات المتحدة من جراء الإصابة بكوفيد-19 الناجم عن الإصابة بالفيروس وهو أكبر عدد من وفيات كورونا في بلد واحد. وتعرضت الإدارة الأمريكية لانتقادات واسعة لتقويضها نداءات خبراء الصحة المطالبين باستخدام الكمامات وبالتباعد الاجتماعي.
وظل بنس أحد الشخصيات الرئيسية المدافعة عن ترامب طوال فترة الاضطراب الذي رافق الجائحة وكثيرا ما خاض معارك مع جماعات في البيت الأبيض محافظا على نفوذه من خلال إقامة علاقة وثيقة مع الرئيس رجل الأعمال السابق القادم من نيويورك.
وقال مارك شورت كبير هيئة العاملين مع بنس والذي أصيب هو نفسه بالكورونا إن بنس يتكلم مع ترامب عدة مرات يوميا من الصباح إلى المساء.
ومن التغييرات التي يتباهي بها بنس في السياسات تخفيض الضرائب والأمور التنظيمية وتعزيز السياسات المناهضة للإجهاض وتغيير شكل القضاء بمجموعة من القضاة المحافظين وتعيينات قضاة المحكمة العليا.
وقال شورت معلقا على الجائحة "أعتقد أنه نظر إلى ما توقع الناس أن يكون ممكنا والأرواح التي تم إنقاذها وزيادة وسائل الحماية الشخصية ... وتطوير لقاح وأنه يعتقد أن هذا إنجاز كبير جدا".
غير أنه خلال مناظرة على مستوى النائبين في السابع من أكتوبر تشرين الأول هاجمت كمالا هاريس (NYSE:LHX) منافسة بنس الديمقراطية سجل الإدارة في مكافحة الفيروس وقالت "شهد الشعب الأمريكي ما يعد أعظم فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخ بلادنا"
ويحرص بنس دائما على الإشادة بترامب والالتزام بمواقفه حتى في لقاءات الغرف المغلقة التي لا يكون الرئيس حاضرا فيها. وكثيرا ما يردد أن الوظيفة التي يشغلها هي "أعظم امتياز في حياتي".
ويقول منتقدون إنه يمنح المصداقية فعليا لمسلك الرئيس الذي يتسم بالتقلب في كثير من الأحيان وذلك من خلال تقبل أسلوب الرئيس الميال للمواجهة بهدوء.
* محبوب المحافظين
اختار ترامب بنس لخوض انتخابات 2016 معه من قائمة مصغرة كانت تضم حاكم نيو جيرزي السابق كريس كريستي ورئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش.
وإذا رشح بنس نفسه للرئاسة في 2024 فربما يواجه بعض من عملوا في فريق ترامب مثل وزير الخارجية مايك بومبيو ونيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة في السباق على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
وما لم يتمكن منه بنس هو أن يبعد نفسه عن جدول أعمال ترامب بل وربما لا يريد ذلك.
غير أن أسلوبه يختلف كثيرا عن أسلوب رئيسه. فهو هاديء لا يثور كما أنه شديد التدين.
قال ذات مرة عن نفسه "أنا مسيحي ومحافظ وجمهوري، بهذا الترتيب".
وبنس متزوج من المدرسة السابقة كارين منذ 1985. وقد اعتنق الزوجان المذهب الإنجيلي في الديانة المسيحية ولهما ثلاثة أبناء.
ويعتبر بنس الذي ينتمي لولاية إنديانا أثيرا لدى الجمهوريين المحافظين لمعارضته لحقوق الإجهاض ودعمه الحماسي لتخفيف القيود عن الأعمال. وكان له دور محوري في ضمان تأييد هؤلاء الناخبين لترامب.
ولفترة طويلة ظل بنس ينادي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما فعله ترامب رغم اعتراضات الدول العربية وكثير من الحلفاء الغربيين وذلك في انتصار آخر للإنجيليين.
وكان لبنس دور أساسي في تعيين عدد من المعارضين للإجهاض في مناصب رئيسية بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية التي أخذت عدة قرارات لتعزيز السياسات الاجتماعية المحافظة بما في ذلك توسيع نطاق الإعفاءات لأصحاب الأعمال الذين يستندون لأسباب دينية أو أخلاقية في رفض التغطية التأمينية لوسائل منع الحمل وهو قرار أيدته المحكمة الدستورية العليا في يوليو تموز الماضي.
كما قاد الحملة المنادية بإعادة العمل بسياسة تقضي بأن تتعهد المنظمات الأهلية الأجنبية التي تتلقى تمويلا أمريكيا بعدم بحث الإجهاض أو إجراء عمليات الإجهاض.
وكثيرا ما يأخذ بنس مواقف يمينية من قضايا اجتماعية مثل حقوق المثليين. وفي 2015 اضطر أثناء شغله منصب حاكم إنديانا إلى تعديل قانون خاص بالحرية الدينية في الولاية كان قد وقعه وقال خصومه إنه يسمح بالتمييز ضد المثليين.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)