الرباط/الجزائر (رويترز) - قالت جبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية، يوم الجمعة إن المغرب انتهك وقف إطلاق النار الموقع بينهما قبل نحو ثلاثين عاما وأشعل حربا جديدة لكن الرباط نفت وقوع اشتباكات مسلحة بين الجانبين وقالت إن الهدنة لا تزال قائمة.
وقال ممثل البوليساريو في أوروبا أوربي بيشرايا لرويترز إنه وقعت مواجهات عسكرية وتبادل لإطلاق النار يوم الجمعة مضيفا "أعلنا العودة للكفاح المسلح".
لكن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة نفى وقوع أي اشتباكات وقال إن الجيش أطلق أعيرة نارية فحسب. وقال لرويترز "المغرب ملتزم بوقف إطلاق النار".
وتصاعدت التوترات بين المغرب وحركة الاستقلال المدعومة من الجزائر في الأسابيع الأخيرة، وقام متظاهرون مؤيدون للبوليساريو بإغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط المنطقة بموريتانيا المجاورة.
وتسعى جبهة البوليساريو إلى استقلال الصحراء الغربية عن المغرب الذي سيطر على المنطقة الصحراوية الشاسعة منذ انسحاب إسبانيا في عام 1974 ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه.
وتنعم الصحراء الغربية برواسب الفوسفات ومياه الصيد الغنية، وتوفر أيضا الطريق البري المغربي الوحيد إلى باقي إفريقيا باستثناء الجزائر، التي أغلقت حدودها مع المغرب منذ عقود.
وقال الجيش المغربي في وقت سابق يوم الجمعة إنه فرض طوقا أمنيا وسينفذ عملية لإخلاء الطريق في منطقة الكركرات وندد بما وصفها بالاستفزازات".
وقال بوريطة "المغرب قرر التحرك بعد أن منح الأمم المتحدة ما يكفي من الوقت للتدخل" مضيفا أن المغرب سيبني حاجزا رمليا جديدا لمنع البوليساريو من الوصول إلى منطقة الكركرات في المستقبل.
واتهمت البوليساريو المغرب بخرق اتفاق الهدنة الذي أبرم عام 1991 والذي أنهى سنوات من الصراع مضيفة أنها اشتبكت يوم الجمعة مع قوات مغربية.
وذكر موقع لي360 الإخباري المغربي أن الجيش استخدم أسلحة مضادة للدبابات للرد على هجوم لبوليساريو.
وفي الشهر الماضي أقر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2548 الذي يدعو إلى "حل واقعي وعملي وثابت... يقوم على التوافق".
واعتبرت هذه الصيغة على نطاق واسع على أنها تشكك في أي استفتاء بشأن مستقبل الاقليم وهو هدف سعت له البوليساريو منذ أمد طويل وأيدته الأمم المتحدة في اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين في 1991.
(تغطية صحفية أحمد الجشتيمي وحميد ولد أحمد - إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)