أديس أبابا (رويترز) - قالت سلطات إقليم أمهرة بإثيوبيا إن قوات من منطقة تيجراي أطلقت يوم الجمعة صواريخ على مدينة بحر دار عاصمة أمهرة مما زاد من المخاوف بأن الصراع قد يتحول إلى حرب أوسع نطاقا.
وبعد أسبوعين من احتدام الصراع، قالت الأمم المتحدة إنها تعد خططا لفرار ما يصل إلى مئتي ألف لاجئ من إثيوبيا إلى السودان المجاور وأطلقت مناشدة عاجلة بجمع مئتي مليون دولار لمساعدة اللاجئين.
وأودى الصراع الدائر منذ أسبوعين في تيجراي بحياة المئات وربما الآلاف، ودفع عشرات الآلاف إلى الفرار للسودان، وأثار شكوكا إزاء قدرة رئيس الوزراء أبي أحمد، أصغر قادة أفريقيا سنا والحائز على جائزة نوبل (OTC:NEBLQ) للسلام العام الماضي، على الحفاظ على تماسك الدولة متنوعة الأعراق قبل انتخابات مقررة العام المقبل.
وقال مكتب الاتصال الحكومي في أمهرة على صفحته على فيسبوك (NASDAQ:FB) "جماعة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي غير الشرعية شنت هجوما صاروخيا حوالي الساعة 1:40 صباحا في بحر دار... الصواريخ لم تسبب أضرارا".
وتقع بحر دار، عاصمة إقليم أمهرة المطلة على بحيرة، على بعد مئات الأميال من منطقة المعارك في تيجراي. وقال لاجئون من تيجراي لرويترز إن مسلحين من أمهرة يقاتلون في صف الحكومة الاتحادية وإن هناك نزاعا حدوديا بين الإقليمين.
وقال صحفي محلي وأحد سكان بحر دار إنهما سمعا دوي انفجارين وبلغهما من أشخاص في المنطقة إن صاروخا واحدا على الأقل سقط قرب المطار.
* طوارئ إنسانية
تخشى وكالات الإغاثة من وقوع حالة طوارئ إنسانية في تيجراي، حيث يعتمد مئات الآلاف على المساعدات حتى قبل نشوب الصراع. وفر إلى السودان آلاف اللاجئين تكدس بعضهم في مراكب لعبور النهر إلى الجانب الآخر، وهو ما فاق قدرة وكالات الإغاثة الموجودة هناك.
وقال آكسل بيستشوب المسؤول بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي في جنيف "وضَعنا بالتعاون مع كل الوكالات خطة استجابة تتصور وجود حوالي 20 ألف شخص في حين أن لدينا حاليا نحو 31 ألفا، ومن ثم فالعدد تجاوز كثيرا ذلك الذي تصورناه".
وأضاف "الرقم الجديد في الخطط حوالي 200 ألف".
وعبر عبد الله فاضل ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)
المقيم في السودان عن مخاوف إزاء تأثير اللاجئين على دولة تواجه بالفعل تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة وتستضيف مليون لاجئ من دول أخرى مجاورة.
وقال في نفس المؤتمر الصحفي "ما يقلقنا بشدة هو أننا إذا لم نحصل بسرعة على الموارد المطلوبة... فإن هذا يمكن أن يمزق لا إثيوبيا فحسب وإنما السودان أيضا".
وإثيوبيا دولة اتحادية تتألف من عشرة أقاليم تديرها جماعات عرقية منفصلة، وقد حكمتها فعليا لعقود الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي المتمركزة في الشمال لكونها أقوى عنصر في الائتلاف المتعدد الأعراق، إلى أن أتى أبي أحمد إلى السلطة منذ عامين. ويقول أبي، المنحدر من أمهرة وأورومو، إنه يهدف لتقاسم السلطة في البلاد بطريقة أكثر عدلا. لكن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تتهمه بالسعي للانتقام من مسؤولين سابقين من عرقيتهم.
وتفجر الصراع قبل اسبوعين بعدما قالت الحكومة إن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي هاجمت قوات تابعة للجيش الاتحادي بالمنطقة.
واتهمت قوات تيجراي الحكومة بقصف جامعة في ميكيلي عاصمة الإقليم يوم الخميس. ولم يصدر رد من الحكومة وإن كان مسؤولوها يقولون إنهم لا يهاجمون إلا أهدافا عسكرية.
ويستحيل التحقق من المعلومات الواردة من كل الأطراف نظرا لقطع خدمات الإنترنت والهاتف في تيجراي وفرض الحكومة قيودا على دخول المنطقة.
وقالت الحكومة الاتحادية يوم الخميس إنها تتقدم صوب ميكيلي التي يقول المتمردون إنهم يقاتلون دفاعا عنها.
وقبل أسبوع، شنت قوات تيجراي هجوما صاروخيا على مطارين في أمهرة، كما أطلقت صواريخ على دولة إريتريا المجاورة التي بينها وبين زعامة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي عداء طويل.
وترددت خلال الصراع أنباء عن أعمال قتل على أساس عرقي.
ووثّقت منظمة العفو الدولية قتلا جماعيا بين مدنيين بدا كثيرون منهم من أمهرة على يد من تقول إنهم قوات من تيجراي يومي التاسع والعاشر من نوفمبر تشرين الثاني، وذكر لاجئون فروا إلى السودان أنهم كانوا مستهدفين لكونهم من تيجراي.
وأطلق أبي منذ تولى السلطة سراح آلاف المعتقلين السياسيين ورفع الحظر عن أحزاب سياسية كثيرة وقدم للعدالة عددا غير هيّن من مسؤولي النظام السابق لمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم مثل القتل أو الفساد.
واتهمه أبناء تيجراي بإزاحتهم عن مراكز القوة، وهو ما تنفيه حكومته.
(إعداد أمل أبو السعود وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)