من جوزيف آكس
(رويترز) - يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاجتماع بشخصيات بارزة من حزبه الجمهوري من ولاية ميشيجان في البيت الأبيض يوم الجمعة في إطار سعي حملته الانتخابية اليائس لتغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني بعد أن منيت بسلسلة من الهزائم القضائية.
وأبلغت ثلاثة مصادر مطلعة رويترز بأن حملة ترامب تحولت إلى إستراتيجية جديدة تعتمد على إقناع المشرعين الجمهوريين بالتدخل نيابة عنه في الولايات الحاسمة التي فاز بها منافسه الديمقراطي جو بايدن مثل ميشيجان لتقويض مصداقية النتائج.
وفاز بايدن بالانتخابات ويجري الآن استعداداته لتولي السلطة في 20 يناير كانون الثاني لكن ترامب يرفض الاعتراف بالهزيمة ويبحث عن وسيلة لإبطال النتيجة مدعيا أن تزويرا واسع النطاق شاب التصويت.
ويركز فريق ترامب على ولايتي ميشيجان وبنسلفانيا في الوقت الحالي، لكن حتى إن تغيرت النتيجة في الولايتين لصالح الرئيس الجمهوري فسيظل في حاجة لتغيير النتيجة في ولاية ثالثة ليتفوق على بايدن في أصوات المجمع الانتخابي.
وإجراء استثنائي كهذا سيكون سابقة في التاريخ الأمريكي الحديث. فلا يحتاج ترامب إلى تدخل المجالس التشريعية في ثلاث ولايات كما هو الحال الآن وحسب، بل سيحتاج بعد ذلك إلى إقرار الكونجرس والمحكمة العليا لهذه الإجراءات.
وذكر مصدر في ميشيجان أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ في الولاية مايك شيركي ورئيس مجلس النواب هناك لي تشاتفيلد، وهما جمهوريان، سيزوران البيت الأبيض استجابة لطلب من ترامب.
* جرس إنذار
من المقرر أن يلتقي بايدن يوم الجمعة بزعماء للحزب الديمقراطي في الكونجرس من بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بعد أن قضى أغلب الأسبوع مع مستشاريه في إطار التخطيط لتشكيل إدارته المقبلة.
وتفوق بايدن على ترامب في التصويت الشعبي بفارق يقارب ستة ملايين صوت بما يمثل 3.8 نقطة مئوية. لكن نتيجة الانتخابات تحسم بناء على أصوات المجمع الانتخابي إذ يحصل الفائز بالتصويت الشعبي في كل ولاية على الأصوات المخصصة لها في المجمع الانتخابي والتي تتحدد وفقا لعدة معايير من أبرزها الوزن السكاني للولاية.
وحصل الديمقراطي بايدن على 306 أصوات مقابل 232 لترامب في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز بالانتخابات، وهو ما يزيد كثيرا على الأصوات اللازمة للنصر وعددها 270. ويجب على كل الولايات توثيق النتائج الرسمية قبل ستة أيام على الأقل من انعقاد المجمع الانتخابي في 14 ديسمبر كانون الأول.
ودق خبراء قانون جرس إنذار بشأن النهج الذي يتبعه ترامب كرئيس في السلطة يحاول التشكيك في عملية عبر فيها الناخبون عن إرادتهم، رغم أنهم استبعدوا قدرة أي مجلس تشريعي بأي ولاية على إبطال ما قرره الناخبون فيها.
ويسعى محامو ترامب لانتزاع سلطة تعيين أعضاء المجمع الانتخابي من حكام الولايات ونوابهم ومنحها لنواب جمهوريين بالمجالس التشريعية للولايات قائلين إن الدستور الأمريكي يمنح المجالس التشريعية السلطة الأعلى.
* رومني ينتقد ترامب
ورغم عدم عثور مسؤولي الانتخابات على أي مخالفات كبيرة فإن معظم الجمهوريين البارزين لا يزالون يؤيدون زعيمهم أو يدعمونه في صمت.
وتحدث عدد قليل من الجمهوريين، ومنهم السناتور والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني، علنا ضد الرئيس.
وفي المجمل لم تلق محاولات ترامب لتغيير النتائج عبر الطعون والدعاوى القضائية وإعادة فرز وإحصاء الأصوات نجاحا يذكر.
وبعد عملية مضنية لإعادة إحصاء الأصوات يدويا، أكد مسؤولو ولاية جورجيا الأمريكية يوم الخميس فوز بايدن على ترامب في الولاية الحاسمة.
وعلى الرغم من تلك الانتكاسات، لم تتخل حملة ترامب الانتخابية عن مساعيها القانونية.
وفي مؤتمر صحفي يوم الخميس، قال رودي جولياني المحامي الشخصي لترامب إنه يعتزم رفع المزيد من الدعاوى القضائية وإن الديمقراطيين تورطوا في "مؤامرة على مستوى البلاد" للتلاعب وسرقة الانتخابات، رغم أنه لم يقدم دليلا لدعم مزاعمه.
وفي تصريحات يوم الخميس بعد اتصال مع عشرة من حكام الولايات، وصف بايدن محاولة ترامب لقلب النتائج بأنها "غير مسؤولة بالمرة".
وقال الرئيس المنتخب "إنها تبعث برسالة مروعة بشأن وضعنا كدولة"، غير أنه لم يعرب عن قلقه من أن تنجح المناورة تلك في منعه من تولي المنصب في 20 يناير كانون الثاني.
(إعداد علي خفاجي وسلمى نجم ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)