نيروبي/أديس أبابا (رويترز) - رفضت الحكومة الإثيوبية جهود الوساطة الأفريقية يوم السبت وقالت إن قواتها سيطرت على بلدة أخرى أثناء تقدمها صوب عاصمة إقليم تيجراي المتمرد في شمال البلاد.
وبعد مرور ما يزيد على أسبوعين على بدء الهجوم الذي أمر به رئيس الوزراء أبي أحمد، قالت حكومته إن قوات تيجراي تنسف الطرق وتدمر الجسور لمنع تقدم القوات الاتحادية نحو عاصمة الإقليم ميكيلي التي يقطنها نحو نصف مليون شخص.
وقُتل المئات، وربما الآلاف، وفر ما يزيد على 30 ألف لاجئ إلى السودان. وتجاوز الصراع إقليم تيجراي إذ أطلقت قوات تيجراي صواريخ على منطقة أمهرة الإثيوبية ودولة إريتريا المجاورة، وهو ما يثير المخاوف من اتساع نطاق الحرب وانقسام البلاد متعددة الأعراق.
وقالت حكومة أبي أحمد إن القوات ستصل قريبا إلى ميكيلي بعد أن استولت على العديد من البلدات المحيطة. وقالت يوم السبت إن أديجرات سقطت أيضا، وهي على بعد 116 كيلومترا شمالي ميكيلي.
وقال متمردو الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إن تسعة مدنيين قُتلوا جراء قصف المدفعية لبلدة أديجرات التي كانت الجبهة اتهمت إريتريا بمساعدة الجيش الإثيوبي فيها.
وقال المكتب الإعلامي للجبهة في بيان على فيسبوك (NASDAQ:FB) إن الجيش الإثيوبي "أوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين الأبرياء في أديجرات".
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في الحكومة والجيش للتعليق، لكنهما نفيا في وقت سابق استهداف المدنيين وقالا إنهما يستهدفان مواقع للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وكان من الصعب التحقق من تأكيدات جميع الأطراف لأن اتصالات الهاتف والإنترنت بالمنطقة معطلة منذ اندلاع الصراع في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني الجاري، كما لا يُسمح إلى حد كبير بعمل وسائل الإعلام.
وتنفي إريتريا مزاعم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بإرسال جنود عبر الحدود لمساندة هجوم أبي ضد قوات الجبهة التي تعد أيضا عدوا قديما لإريتريا.
وأشارت منظمة العفو الدولية المعنية باللاجئين وحقوق الإنسان إلى مقتل مدنيين، لكن رويترز لم تتمكن من التحقق من تلك التقارير.
هل توجد وساطة أفريقية؟
أعلن الاتحاد الأفريقي في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة تعيين الرؤساء السابقين لموزامبيق يواكيم شيسانو وليبيريا إيلين جونسون سيرليف وجنوب أفريقيا كجاليما موتلانثي مبعوثين خاصين بهدف إجراء محادثات تمهد لوقف إطلاق النار والتوسط بين الجانبين.
لكن أبي، الذي نال جائزة نوبل (OTC:NEBLQ) للسلام العام الماضي بعد إبرام اتفاق سلام مع إريتريا، قال إنه لن يخوض محادثات إلا بعد الإطاحة بزعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وكتب فريق العمل الحكومي المعني بإقليم تيجراي على تويتر صباح يوم السبت "الأخبار المتداولة، عن أن المبعوثين سيسافرون إلى إثيوبيا للتوسط بين الحكومة الاتحادية والعنصر الإجرامي في الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهمية".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي قدمتها شركة الفضاء التجارية ماكسار تكنولوجيز لرويترز المباني المدمرة على طول الطريق الرئيسي في بلدة دانشا حيث اندلع الصراع.
وتحظى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بشعبية كبيرة في منطقتها الأصلية، وهيمنت على السياسة الوطنية منذ عام 1991 إلى أن تولى أبي السلطة.
وكتب رئيس الوزراء على تويتر اليوم "سنفعل كل ما هو ضروري لضمان بسط الاستقرار في إقليم تيجراي وأن يكون مواطنونا في مأمن من الأذى والعوز".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)