أديس أبابا/نيروبي (رويترز) - قالت الحكومة الإثيوبية إن قواتها طوقت عاصمة إقليم تيجراي على مسافة 50 كيلومترا يوم الاثنين بعد أن منحت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي مهلة 72 ساعة للاستسلام.
وقال رضوان حسين المتحدث باسم الحكومة عن الهجوم المستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع الذي زعزع استقرار إثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي "بداية النهاية أصبحت وشيكة".
ودعا رئيس الوزراء أبي أحمد الجبهة التي تحكم الإقليم الجبلي الشمالي الذي يقطنه خمسة ملايين نسمة إلى إلقاء السلاح بحلول يوم الأربعاء أو مواجهة هجوم نهائي على ميكيلي عاصمة الإقليم.
وقال دبرصيون جبراميكائيل زعيم الجبهة لرويترز إن ميكيلي محاصرة وإن المهلة كانت ستارا من أجل السماح للقوات الحكومية بإعادة تجميع صفوفها بعد الهزائم التي منيت بها على ثلاث جبهات حسب وصفه.
ولم يتسن لرويترز التأكد من البيانات الأخيرة. ومن الصعب التحقق من صحة المزاعم لانقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية.
ولقي مئات وربما آلاف حتفهم في القتال الذي اندلع في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني بين القوات الاتحادية الإثيوبية وقوات إقليم تيجراي مما أدى إلى فرار نحو 40 ألف لاجئ إلى السودان المجاور.
وخرج الصراع عن حدود تيجراي إذ أطلق متمردو الإقليم صواريخ على إقليم أمهرة المجاور وأيضا عبر الحدود على إريتريا التي تتهمها قوات تيجراي بدعم قوات الحكومة لكن أسمرة تنفي ذلك.
وقال رضوان في مؤتمر صحفي إن الحكومة تسيطر الآن على أغلب إقليم تيجراي وإن السكان في البلدات التي تمت السيطرة عليها يسلمون السلاح الذي حصلوا عليه من الجبهة.
وأضاف لرويترز في رسالة نصية إن القوات الحكومية تطوق ميكيلي على مسافة 50 كيلومترا.
وقال كذلك إن قوات تيجراي أطلقت صواريخ يوم الاثنين على بحر دار عاصمة إقليم أمهرة المجاور الذي تدعم سلطاته القوات الاتحادية.
وقال موظف استقبال في فندق بالمدينة المطلة على بحيرة حيث أبلغ السكان عن هجوم بصواريخ قبل الفجر "لم أسمع حتى الآن عن سقوط جرحى أو قتلى... أعتقد أننا اعتدنا على الأمر الآن ولم يكن هناك فزع كبير".
* أكسوم الأثرية
ذكرت محطة (فانا) التلفزيونية التابعة للحكومية الإثيوبية أن الشرطة اعتقلت نحو 796 للاشتباه بهم في التخطيط "لهجمات إرهابية" في العاصمة أديس أبابا لصالح الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي. ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة الإثيوبية أو الجبهة الشعبية.
وقال رضوان إن قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي دمرت المطار الذي يخدم بلدة أكسوم الأثرية وهي مقصد سياحي مشهور ومدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي، وتقع إلى الشمال الغربي من ميكيلي.
وتضم آثار أكسوم مسلات تعود للقرن الرابع عندما كانت إمبراطورية أكسوميت في أوجها مما يجعل إثيوبيا تفخر بأنها من أقدم مراكز المسيحية في العالم.
وتقول الأسطورة إن ملكة سبأ والإثيوبيين كانوا يعتقدون أن كنيسة هناك تضم تابوت العهد.
وتقول الجبهة الشعبية إن أبي "غزا" إقليم تيجراي من أجل السيطرة عليه وإنه يلحق الضرر بسكان الإقليم "بلا رحمة".
وقال زعيم الجبهة في رسالة نصية إلى رويترز يوم الاثنين "نحن أصحاب مبادئ ومستعدون للموت دفاعا عن حقنا في إدارة إقليمنا".
وقالت حكومة أبي مرارا إنها تستهدف فقط قادة ومنشآت الجبهة الشعبية بهدف استعادة القانون والنظام بعد التمرد على القوات الاتحادية، نافية استهداف المدنيين.
وعين الاتحاد الأفريقي ثلاثة مبعوثين لبدء محادثات وساطة بشأن تيجراي. وقال رضوان إن أبي سيجتمع معهم وكل الخيارات مطروحة باستثناء التفاوض مع "عصابة" الجبهة.
وقالت كاثرين سوزي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إثيوبيا لرويترز إنها تأمل ضمان سلامة وأمن موظفي الإغاثة و"حماية أكثر من 525 ألف مدني (غير مقاتلين) يعيشون في ميكيلي".
كما طالبت "بحماية كل البنية التحتية المدنية مثل المرافق الصحية والمدارس وشبكات المياه... ذات الأهمية المدنية".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)