من فيليب بوليلا
مدينة الفاتيكان (رويترز) - قال الفاتيكان يوم الاثنين إن البابا فرنسيس سيقوم بأول زيارة على الإطلاق من بابا إلى العراق في مارس آذار المقبل، وهي زيارة محفوفة بالمخاطر لم يفلح سابقوه في تنفيذها.
وذكر المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني أن البابا، الذي سيبلغ الرابعة والثمانين من عمره الأسبوع المقبل، سيزور العاصمة بغداد وأور، المرتبطة في العهد القديم بالنبي إبراهيم، وأربيل والموصل وقرقوش في سهل نينوى.
وأضاف بروني أن الزيارة، التي تأتي بدعوة من الحكومة العراقية والكنيسة الكاثوليكية المحلية، ستستمر من الخامس حتى الثامن من مارس آذار.
وقال في بيان "برنامج الزيارة سيعلن فيما بعد وسيأخذ في الاعتبار تطورات أوضاع حالة الطوارئ الصحية حول العالم".
وستكون تلك الرحلة الخارجية هي الأولى لفرنسيس منذ أكثر من عام إذ جرى إلغاء كل الزيارات التي كانت مقررة للخارج هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقال مصدر بالفاتيكان إن أحد أهداف الزيارة هو بث الطمأنينة في نفوس المسيحيين الذين أُجبروا على الفرار من العراق ودول أخرى بالشرق الأوسط وسط الحروب والصراعات.
وكتب الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر يقول إن الزيارة "ستكون رسالة بليغة لدعم العراقيين بمختلف أطيافهم، وتؤكد وحدة الإنسانية في التطلع إلى السلام والتسامح ومجابهة التطرف".
والعراق موطن للكثير من الكنائس الشرقية المختلفة، الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وعانت الأقلية المسيحية في العراق، التي يقدر عددها ببضع مئات من الآلاف، على وجه الخصوص من صعوبات عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من البلاد بين عامي 2014 و2017. واستعاد المسيحيون إلى حد بعيد حرية العبادة، خاصة في مناطق بشمال العراق منذ طرد المتشددين منها.
لكن يخشى الكثيرون منهم أن يؤدي حدوث المزيد من الاضطرابات في العراق إلى إلحاق ضرر بالغ بهم كأقلية، وما زالوا يتطلعون للهجرة.
وقال البابا فرنسيس في يونيو حزيران 2019 لأعضاء في مؤسسات خيرية تساعد المسيحيين في الشرق الأوسط إنه كلما تأمل مشاكل المنطقة كان يفكر دوما في زيارة العراق.
وكان يأمل في القيام بتلك الزيارة هذا العام لكن خططه ألغيت أولا بسبب مخاوف أمنية ثم بسبب الجائحة.
وأراد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زيارة أور في العراق عام 2000 كأول محطة في رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل.
لكن المفاوضات مع حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين انهارت ولم يتمكن من الذهاب.
(شارك في التغطية جون ديفيسون من بغداد - إعداد سلمى نجم ودعاء محمد للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)