(رويترز) - ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن السلطات أعدمت اليوم السبت الصحفي الإيراني المعارض روح الله زم المدان بالتحريض على العنف خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2017.
وردت فرنسا بغضب على إعدام الصحفي الذي كان يقيم في باريس واعتبرته عملا همجيا وغير مقبول. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان "تدين فرنسا بأشد العبارات الممكنة هذا الانتهاك الخطير لحرية التعبير والصحافة في إيران".
وتابع البيان "هذا عمل همجي وخطير يتعارض مع التزامات هذا البلد دوليا".
كانت المحكمة العليا الإيرانية قد أيدت يوم الثلاثاء حكم الإعدام الصادر بحق زم الذي اُعتقل عام 2019 بعد قضاء سنوات في المنفى. وأدار زم قناة (آمد نيوز) على تطبيق تليجرام والتي كان عدد متابعيها يتجاوز المليون متابع.
وقال التلفزيون الرسمي يوم السبت "تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في مدير شبكة آمد نيوز المناهضة للثورة صباح اليوم".
وكانت فرنسا وجماعات حقوق الإنسان قد أدانت قرار المحكمة العليا.
وأدانت منظمة مراسلون بلا حدود، التي تدافع عن حرية الصحافة، تنفيذ حكم الإعدام.
وعبرت المنظمة على تويتر عن غضبها الشديد "إزاء هذه الجريمة الجديدة للنظام القضائي الإيراني" قائلة إنها تعتبر أن الزعيم الأعلى الإيراني "آية الله علي خامنئي هو العقل المدبر لعملية الإعدام هذه".
وقالت منظمة العفو الدولية إنها "صُدمت وروعت" من هذا الإجراء الذي أقدمت عليه إيران. وقالت المنظمة الحقوقية في بيان "ندعو المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ إجراء فوري للضغط على السلطات الإيرانية لتوقف استعمالها المتصاعد لعقوبة الإعدام كسلاح للقمع السياسي".
وفر زم، وهو ابن رجل دين شيعي مؤيد للإصلاح، من إيران وحصل على حق اللجوء في فرنسا.
وفي أكتوبر تشرين الأول 2019، قال الحرس الثوري الإيراني إنه تمكن من الإيقاع بزم في إطار "عملية معقدة باستخدام الخداع المخابراتي"، لكنه لم يذكر مكان العملية.
وذكرت وكالة (نور نيوز) الإخبارية المقربة من الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي أن الحرس اعتقل زم بعد أن سافر إلى العراق في سبتمبر أيلول عام 2019 وأعيد إلى إيران.
واتهم مسؤولون إيرانيون الولايات المتحدة والسعودية، خصم طهران في المنطقة، ومعارضين للحكومة يعيشون في المنفى بتأجيج الاضطرابات التي بدأت في أواخر 2017 مع انتشار احتجاجات الأقاليم على المصاعب الاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد.
وقال مسؤولون إن 21 شخصا قُتلوا خلال الاضطرابات في حين اعتقلت السلطات الآلاف. وكانت تلك الأحداث من بين أسوأ الاضطرابات التي شهدتها إيران منذ عقود، وأعقبتها احتجاجات أكثر دموية العام الماضي على ارتفاع أسعار الوقود.
وعلق تطبيق تليجرام للتراسل قناة (آمد نيوز) في عام 2018 قائلا إنها تحرض على العنف، لكن القناة عاودت الظهور لاحقا تحت اسم آخر.
(إعداد يحيى خلف وأحمد حسن للنشرة العربية)