من أجوستينوس بيو دا كوستا
جاكرتا (رويترز) - احتجزت الشرطة الإندونيسية يوم السبت رجل الدين المتشدد رزيق شهاب بتهمة انتهاك القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا عندما نظم تجمعات في المدينة جذبت آلافا من أتباعه.
وكان شهاب، وهو واعظ مثير للجدل وله تأثير سياسي واسع، قد دعا "لثورة أخلاقية" منذ عودته من منفاه في السعودية في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني الماضي مما زاد التوتر مع إدارة الرئيس جوكو ويدودو في البلد الذي يعيش به أكبر عدد من المسلمين في العالم.
وجاء اعتقال شهاب بعد مقتل ستة من مؤيديه بالجبهة الدفاعية الإسلامية في اشتباك بالرصاص مع الشرطة يوم الاثنين. وتحقق الشرطة فيما إذا كان شهاب قد انتهك القيود المفروضة لاحتواء جائحة كورونا وسط تزايد عدد الإصابات والوفيات جراء الفيروس.
وبعد تحقيقات معه معظم ساعات يوم السبت، قال المتحدث باسم الشرطة آرجو يوونو في مؤتمر صحفي إنه تم احتجاز شهاب 20 يوما لأن التهم الموجهة إليه قد تؤدي لسجنه خمسة أعوام.
وأضاف أن هناك مخاوف من هروب شهاب أو العبث بالأدلة أو انتهاك القيود مجددا.
كان المحامي عزيز أنور الموكل عن شهاب قال في وقت سابق إن مساعديه سيقيمون دعوى قضائية للإفراج عنه. ولم يتسن لرويترز الاتصال بالمحامي بعد صدور أمر الاحتجاز.
وقال وزير الأمن الإندونيسي لرويترز "لابد من الالتزام بالقانون. لابد أن تواجه الشخصيات البارزة التبعات القانونية إذا انتهكت القانون أيا كان دورها أو عدد أتباعها".
ونقلت وسائل إعلام محلية قول الشرطة في جاكرتا إن رزيق الذي يتزعم الجبهة الدفاعية الإسلامية اتُهم بعدم احترام القانون والتحريض على أعمال جنائية.
وتمتعت الجبهة، التي اشتهرت بمداهمة الحانات وبيوت البغاء دعارة وشن حملات عنيفة على الأقليات الدينية، بنفوذ سياسي في السنوات القليلة الماضية.
وفي 2016 كان رزيق زعيم حركة 212 الحاشدة التي قامت بحملة على حاكم جاكرتا المسيحي السابق باسوكي بورناما الذي صدر حكم بسجنه بتهم ازدراء الإسلام.
وأثارت التجمعات الحاشدة في ذلك الوقت القلق من تصاعد نفوذ جماعات الإسلام السياسي في إندونيسيا.
وغادر رزيق (55 عاما) البلاد بعد ذلك بعام بعد أن واجه اتهامات بإرسال رسائل إباحية وإهانة سياسة الدولة وظل في المنفى الاختياري في السعودية ثلاث سنوات.
ولدى وصوله إلى جاكرتا في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني الجاري تدفق عشرات الآلاف من مؤيديه إلى المطار متجاهلين الإجراءات الصحية عندما تدافعوا لتحيته والترحيب به.
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية)