من أحمد الجشتيمي
الرباط (رويترز) - وصل مبعوثون إسرائيليون إلى المغرب يوم الثلاثاء للقاء الملك محمد السادس ووضع أسس روابط أوثق صاغها البيت الأبيض في دفعة للسياسة الخارجية من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أن يترك منصبه.
وكان الوفد الإسرائيلي بقيادة مستشار الأمن القومي مئير بن شبات وبرفقة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومهندس عمليات التقارب العربي الإسرائيلي.
وقد وصلوا على متن طائرة لشركة العال الإسرائيلية في أول رحلة مباشرة لطائرة تجارية من تل أبيب إلى الرباط. ويتوقع البلدان زيادة النشاط السياحي لا سيما وسط مئات آلاف الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية.
وسار المغرب على نهج الإمارات والبحرين والسودان في التحرك باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وندد الفلسطينيون بالاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة واعتبروها خيانة لمطلب قديم بأن تنفذ إسرائيل أولا أهدافهم المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية.
وحصل شركاء إسرائيل الجدد على مزايا ثنائية من واشنطن، وفي حالة الرباط، اعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وقال القصر الملكي المغربي في بيان عقب محادثات بين العاهل المغربي وبن شبات وكوشنر إن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة يمثل تطورا كبيرا لصالح السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد القصر أيضا على موقفه الداعم لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وسلط الضوء على "العلاقات الوثيقة" مع الجالية اليهودية في المغرب.
كما وقع مسؤولون مغاربة وإسرائيليون اتفاقات بشأن ربط الطيران والنظم المالية وإعفاءات التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وإدارة المياه.
وقال بن شبات وهو يتحدث العربية باللهجة المغربية "لا حدود للتعاون... في الطيران والابتكار والصحة والزراعة. بصفتنا أصدقاء وشركاء سنحدث تغييرا في المنطقة". وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه دعا الملك محمد السادس لزيارة إسرائيل.
وجرى التوقيع على اتفاق ستقدم بموجبه مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية 3 مليارات دولار لدعم الاستثمارات الخاصة في المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء بالشراكة مع الشركات المغربية.
ويصف مسؤولون مغاربة اتفاقهم مع إسرائيل بأنه استعادة لعلاقات متوسطة المستوى جمدتها الرباط عام 2000 تضامنا مع الفلسطينيين، الذين يسعون لإقامة دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للصحفيين إن إسرائيل والمغرب يعتزمان إعادة فتح مكتبي الاتصال في غضون أسبوعين وتدشين رحلات جوية تجارية مباشرة.
ورحبت الأحزاب السياسية المغربية الرئيسية باستئناف العلاقات مع إسرائيل، لكن رفضته جماعات من أقصى اليسار والجماعات الإسلامية.
وردا على سؤال عما إذا كان البلدان سيقيمان علاقات دبلوماسية كاملة قبل ترك ترامب لمنصبه الشهر المقبل، قال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين لتلفزيون (واي نت) "ما أفهمه هو أن احتمالات ذلك ليست كبيرة".
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية)