من باتريشيا زنجرل وجوناثان لانداي
واشنطن (رويترز) - اقتحم مئات من أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبنى الكونجرس يوم الأربعاء سعيا لإجبار المشرعين على تغيير خسارة الرئيس للانتخابات، ليحتلوا رمز الديمقراطية الأمريكية ويجبروا الكونجرس على تأجيل جلسة للتصديق على فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، مؤقتا.
وأشهرت الشرطة الأسلحة وأطلقت الغاز المسيل للدموع وهي تقوم بإجلاء المشرعين من المبنى وكافحت على مدى أكثر من ثلاث ساعات لإخلاء المبنى من أنصار ترامب الذين اقتحموا القاعات في مشاهد فوضوية صادمة.
وأسقط المحجتون الحواجز واشتبكوا مع الشرطة، مع تدفق الآلاف على ساحات الكونجرس.
وأعلنت الشرطة تأمين مبنى الكونجرس بعد الساعة الخامسة والنصف مساء (2230 بتوقيت جرينتش)، واستأنف الأعضاء الاجتماع بعد قليل من الساعة الثامنة مساء (0100 بتوقيت جرينتش يوم الخميس) لمواصلة عملية التصديق على نتائج الانتخابات.
وقال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي لدى استئناف الجلسة "أقول لأولئك الذين أشاعوا الفوضى في مبنى الكونجرس اليوم، أنتم لم تفوزوا".
وقال ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ "سنؤكد الفائز بانتخابات 2020"، ووصف اعتداء أنصار ترامب بأنه "تمرد فاشل".
وكان المشرعون يبحثون مسعى في اللحظة الأخيرة من جانب أعضاء مؤيدين لترامب للطعن على النتائج، وهي خطة لا تحظى بأي فرصة للنجاح على الأرجح.
وأمرت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر بحظر التجول في أنحاء المدينة اعتبارا من السادسة مساء (2300 بتوقيت جرينتش).
وتم نشر قوات الحرس الوطني وضباط مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) وجهاز الخدمة السرية لمساعدة شرطة الكونجرس، ودفعت القوات والشرطة المحتجين بعيدا عن المبنى بعد بدء حظر التجول.
وأظهرت لقطات مصورة أنصار ترامب يحطمون نوافذ والشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع داخل المبنى.
وقالت شرطة واشنطن إن امرأة توفيت بعد إصابتها بالرصاص أثناء الفوضى. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه أبطل مفعول عبوتين ناسفتين مشتبه بهما.
وعمت الفوضى مبنى الكونجرس بعدما كرر ترامب خلال حديثه أمام الآلاف من أنصاره قرب البيت الأبيض، مزاعمه التي لا سند لها بسرقة الانتخابات منه بسبب تزوير ومخالفات على نطاق واسع.
وقال ترامب لأنصاره إنه ينبغي لهم التوجه صوب مبنى الكونجرس للتعبير عن غضبهم بشأن عملية التصويت والضغط على المسؤولين المنتخبين لرفض النتائج، وحثهم على "القتال".
وقال بايدن، الذي من المقرر أن يتولى السلطة في 20 من يناير كانون الثاني، إن أنشطة المحتجين تصل إلى حد التحريض على التمرد.
وأضاف أن اقتحام المتظاهرين لمبنى الكونجرس وتحطيمهم النوافذ واحتلالهم المكاتب وتهديدهم سلامة المسؤولين المنتخبين "هذا ليس احتجاجا، هذا تمرد".
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أشرف راضي)