بكين (رويترز) - أجرت الصين مقارنة يوم الخميس بين اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمبنى الكونجرس والاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونج كونج العام الماضي، لكنها أشارت إلى عدم سقوط قتلى عندما استولى المتظاهرون على مبنى المجلس التشريعي في المدينة الخاضعة للحكم الصيني.
وبث التلفزيون الحكومي الصيني مرارا مقاطع لمشاهد الفوضى في واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، في إفادة صحفية يومية، إنه على الرغم من أن الأحداث في هونج كونج في 2019 كانت "أشد خطورة" من أحداث واشنطن "لم يُقتل متظاهر واحد".
ووصلت العلاقات بين بكين وواشنطن إلى أسوأ حالاتها منذ عقود بسبب مجموعة من الخلافات، من بينها حملة القمع الصينية الشديدة على هونج كونج، فيما يسعى الدبلوماسيون الصينيون ووسائل الإعلام الحكومية بشكل حثيث لتسليط الضوء على أنباء العنف أو الفوضى في الولايات المتحدة.
وخلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي استمرت لشهور في هونج كونج تعرض المجلس التشريعي للمدينة للاقتحام في الأول من يوليو تموز، في إطار حملة للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية أخمدتها الصين في نهاية الأمر بتشريع جديد للأمن القومي. ولاقى رجل حتفه إثر سقوطه من مكان لانتظار للسيارات خلال إحدى الاحتجاجات بالمدينة.
وقالت الشرطة في واشنطن إن أربعة أشخاص لاقوا مصرعهم واعتُقل 52 بعد أن اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول يوم الأربعاء في محاولة لمنع الكونجرس من المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.
وقالت هوا "نتمنى أيضا أن ينعم شعب الولايات المتحدة بالسلام والاستقرار والأمن في أسرع وقت ممكن".
كما نددت هوا بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي قال فيها إن واشنطن قد تفرض عقوبات على المتورطين في اعتقال ما يزيد عن 50 شخصا في هونج كونج، وستُرسل سفيرها لدى الأمم المتحدة لزيارة تايوان.
وقال تعليق نال تأييد آلاف المعجبين على موقع ويبو الصيني الشبيه بموقع تويتر، إن احتجاجات واشنطن كانت مشابهة "بنسبة تزيد عن 90 بالمئة" لما حدث في هونج كونج. وأشار التعليق أيضا إلى أن الزعماء الأوروبيين يظهرون "ازدواجا في المعايير" عندما يدينون واقعة دون الأخرى.
وقالت هوا "كانت ردود الفعل والتعبيرات التي استخدمها البعض في الولايات المتحدة إزاء ما حدث في هونج كونج في 2019 مختلفة تماما عن (ردود الفعل إزاء) الأحداث الجارية الآن في الولايات المتحدة".
وعبر زعماء في جميع أنحاء العالم عن شعورهم بالصدمة والقلق، ونددوا بمحاولة تقويض الديمقراطية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة بالفيديو على موقع تويتر "ما حدث اليوم في واشنطن ليس أمريكيا بالتأكيد".
وشبّه نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي المشاهد باحتجاجات أوكرانيا في 2014 التي أطاحت بالرئيس المدعوم من روسيا حينذاك فيكتور يانوكوفيتش.
وكتب على تويتر "يسأل بعض أصدقائي عما إذا كان شخص ما سيوزع البسكويت على المتظاهرين على غرار ما قامت به فيكتوريا نولاند" في إشارة إلى مساعدة وزير الخارجية الأمريكية حينذاك فيكتوريا نولاند التي زارت أوكرانيا في 2013 وقدمت الطعام للمتظاهرين.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)