أنقرة (رويترز) - أفادت وسائل إعلام حكومية بأن محكمة تركية قبلت لائحة اتهام موجهة للسياسي الكردي المسجون صلاح الدين دمرداش يوم الخميس، رافضة مطالب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج عنه.
وهذه هي اللائحة الثانية التي يواجهها دمرداش، الذي كان زعيما لحزب الشعوب الديمقراطي ومرشحا للرئاسة، فيما يتعلق باحتجاجات أكتوبر تشرين الأول 2014 في جنوب شرق البلاد.
وقُتل 37 شخصا في اشتباكات وقعت خلال الاحتجاجات التي اشتعل فتيلها بعد اتهامات بأن الجيش وقف مكتوف الأيدي عندما كان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يحاصرون بلدة كوباني الكردية السورية على مرأى من الجميع على الجانب الآخر من الحدود التركية.
وقالت وكالة أنباء الأناضول المملوكة للدولة إن محكمة في أنقرة قبلت يوم الخميس لائحة تطلب توجيه 38 تهمة تقتضي عقوبات بالسجن مدى الحياة غير المشمول بالعفو بحق 108 متهمين، بينهم دمرداش.
وأوردت الوكالة الأسبوع الماضي تقارير تفيد بأن الاتهامات تشتمل على 37 اتهاما بالقتل والتعدي على وحدة الدولة وسلامة أراضيها.
وقالت قناة (تي.آر.تي) الإخبارية الرسمية إن من بين المتهمين 27 محتجزون بانتظار المحاكمة، و75 صدرت بحقهم مذكرات اعتقال وستة اعتقلوا ثم أطلق سراحهم بإجراءات قضائية.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان دعت الشهر الماضي إلى الإفراج عن دمرداش، قائلة إن الأدلة ضده لا تسوغ توجيه اتهامات الإرهاب له.
وعلى الرغم من أن قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ملزمة، فقد تجاهلت تركيا عددا من أحكامها في الآونة الأخيرة. واتهم الرئيس رجب طيب أردوغان المحكمة بازدواجية المعايير بعد صدور الحكم، قائلا إن دمرداش إرهابي مسؤول عن مقتل العشرات.
ويواجه دمرداش بضع محاكمات بتهم مختلفة.
وفي عام 2019، ألغت محكمة مذكرة اعتقال في القضية الأولى المتعلقة باحتجاجات كوباني، بينما وافقت محكمة أخرى على إطلاق سراحه نظرا للمدة التي قضاها في الحبس. لكن مذكرة اعتقال جديدة تتعلق بالأحداث نفسها في 2014 أبقته خلف القضبان.
وقالت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إن استمرار احتجازه على هذه الأسس يصل إلى حد "إطالة أمد انتهاك حقوقه".
وقالت السلطات التركية إن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية هو الذي حرض على الاحتجاجات وإن حزب الشعوب الديمقراطي أيدها. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي، ثالث أكبر حزب في تركيا، علاقته بالإرهاب.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية عام 1984، وسقط في الصراع أكثر من 40 ألف قتيل.
(تغطية صحفية علي كوتشوك جوتشمن- إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)