من حميرة باموق
واشنطن (رويترز) - أدرجت الولايات المتحدة يوم الأربعاء مؤسستين إيرانيتين يسيطر عليهما المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وفروعهما على قائمتها السوداء وقالت إن المؤسستين مكّنتا النخبة الإيرانية من الحفاظ على نظام ملكية "فاسد" على قطاعات كبيرة من الاقتصاد.
واستهدفت العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية مؤسستي (لجنة تنفيذ أمر الإمام) و (أستان قدس رضوي) وقياداتهما وفروعهما.
وهذه أحدث خطوة لتعزيز حملة "الضغط الأقصى" على إيران التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان "هاتان المؤسستان تُمَكنا زعماء إيران الفاسدين من استغلال نظام ملكية على نطاق واسع من قطاعات الاقتصاد الإيراني".
وزادت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل عامين من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإعادته فرض عقوبات اقتصادية قاسية تهدف إلى إجبار طهران على مفاوضات أوسع بشأن تقييد برنامجها النووي والبرنامج الخاص بتطوير صواريخ باليستية والتوقف عن دعم قوات إقليمية بالوكالة.
وفرضت إدارة ترامب العديد من العقوبات على مسؤولين وسياسيين وشركات إيرانية لكنها فشلت حتى الآن في استمالة الحكومة الإيرانية للعودة إلى مائدة المفاوضات.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه لن يكون هناك إبطاء في حملة الضغط على إيران في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب.
وقال بومبيو يوم الثلاثاء، دون أن يقدم أدلة دامغة، إن القاعدة أنشأت مركزا جديدا في إيران وإن الوقت حان "لأمريكا وجميع الدول الحرة لسحق محور إيران والقاعدة".
ومن المقرر أن يسلم الرئيس الجمهوري ترامب السلطة يوم 20 يناير كانون الثاني للرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن الذي قال إن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي "إذا استأنفت إيران الالتزام به بشكل صارم".
ويعتقد مستشارو بايدن أن إدارة ترامب تسعى لجعل مسألة إعادة التعامل مع إيران صعبة.
ووفقا لتحقيق أجرته رويترز عام 2013 فإن مؤسسة لجنة تنفيذ أمر الإمام، التي لها حصص في كل قطاعات الاقتصاد الإيراني تقريبا، أقامت إمبراطوريتها بالاستيلاء الممنهج على آلاف العقارات المملوكة لأقليات دينية ورجال أعمال وإيرانيين مقيمين في الخارج. وقدر التحقيق قيمة ممتلكات المؤسسة بنحو 95 مليار دولار.
أما مؤسسة أستان قدس رضوي فإنها عبارة عن تكتل ديني بمليارات الدولارات يمتلك مناجم ومصانع نسيج ومصنعا للأدوية بل وشركات نفط وغاز كبرى. وخامنئي هو من يعين رئيسي المؤسستين.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان "(مؤسسة) لجنة تنفيذ أمر الإمام تنتهك بشكل ممنهج حقوق المعارضين بمصادرة أراضي وممتلكات معارضي النظام، بمن فيهم المعارضين السياسيين والأقليات الدينية والإيرانيين في الخارج".
وتجمد العقوبات أي أرصدة في الولايات المتحدة للمستهدفين وتمنع بوجه عام الأمريكيين من التعامل معهم. وأي شخص يشارك في معاملات معينة مع هؤلاء الأفراد والكيانات سيكون عرضة للعقوبات الأمريكية.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)