الخرطوم (رويترز) - قال سكان إن مقاتلي ميليشيات شنوا هجوما دمويا على دارفور بالسودان يوم الاثنين في حين قال أطباء إن عدد القتلى في هجوم سابق منفصل بدأ قبل يومين في المنطقة زاد لأكثر من مئة قتيل.
ويزيد تصاعد العنف من المخاوف المتعلقة برحيل قوات حفظ السلام الدولية التي أوقفت دورياتها في دارفور أول يناير كانون الثاني قبيل انسحابها الكامل واستبدالها بقوات سودانية.
ووقع أحدث هجوم قرب بلدة قريضة حيث قال اثنان من السكان إن ميليشيات من العرب هاجمت أفرادا من قبيلة الفلاتة. وقال محمد صالح أحد السكان لرويترز إنه أحصى 47 قتيلا. وأضاف أن سبب الهجوم لم يتضح بعد.
وشهدت قريضة اشتباكات دموية كذلك في شهر ديسمبر كانون الأول بين أفراد من قبيلتي المساليت والفلاتة.
ووقعت هجمات يومي السبت والأحد في مدينة الجنينة وحولها في ولاية غرب دارفور بعد أنباء عن عراك قتل فيه أحد أفراد المساليت رجلا من قبيلة عربية.
وقالت نقابة أطباء غرب دارفور يوم الاثنين إن حصيلة الهجمات ارتفعت إلى 129 قتيلا و198 مصابا من بينهم أطفال. وأضافت أن الآلاف نزحوا عن ديارهم بسبب العنف وأنهم في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية.
وتصاعد الصراع في دارفور ابتداء من عام 2003 عندما تعرضت القوات الحكومية وميليشا أغلبها من العرب للاتهام بارتكاب فظائع على نطاق واسع حلال قتالها لقمع متمردين أغلبهم من غير العرب. ولقي من يقدر عددهم بنحو 300 ألف حتفهم وما زال نحو 1.5 مليون في عداد النازحين في دارفور.
ومن المقرر استبدال قوة حفظ السلام (يوناميد) وهي قوة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بقوة سودانية يتعين أن تضم متمردين سابقين في دارفور وقعوا اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في أكتوبر تشرين الأول.
وقال مسؤولون سودانيون إنه جار نشر الأفراد الأوائل من القوة، لكن سكانا وبعض الدبلوماسيين يخشون أن يترك انسحاب يوناميد المدنيين أكثر عرضة للهجوم.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن عميق القلق يوم الأحد إزاء العنف في دارفور. وقال المتحدث باسمه إن العنف تسبب في نزوح قرابة 50 ألفا عن ديارهم.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان "يطالب الأمين العام السلطات السودانية ببذل كل الجهود لتهدئة الموقف ووضع نهاية للقتال، واستعادة القانون والنظام وضمان حماية المدنيين".
(تغطية صحفية خالد عبد العزيز - شاركت في التغطية ميشيل نيكولز - إعداد لبنى صبري ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)