من علي صوافطة
حمصة الفوقا (الضفة الغربية) (رويترز) - يفترش الفلسطيني إبراهيم عواد وعدد من سكان تجمع حمصة الفوقا البدوي الأرض في شمال شرق الضفة الغربية يرقبون كل قادم إلى منطقتهم بعد أن أمهلهم الجيش الإسرائيلي ساعات للمغادرة.
ويعيش في تجمع حمصة الفوقا حوالي 130 فردا منهم أطفال ونساء يعملون في تربية المواشي بمنطقة شاسعة من السهول والجبال تمتد لعدة كيلومترات وتطل من جهتها الشرقية على نهر الأردن.
وقال عواد، وهو في الستينيات من عمره، لرويترز يوم الثلاثاء وهو واقف وسط ما تبقى من خيام "الناس قاعدة على أعصابها بستنوا كل دقيقة ييجوا (الجيش الإسرائيلي).. في حدود الساعة السابعة أمس (الاثنين) داهمت المنطقة قوات كبيرة من الجيش بتحتل بلد".
وأضاف "صار الجيش يفاوضنا بده ينقلنا لمكان ثاني في عين شبلي (على بعد بضعة كيلومترات) وقال إنه خصص لنا أرضا علشان (لكي) نسكن فيها بدل هاي".
وأوضح عواد أن الجيش لم يكرر هذه المرة ما فعله قبل شهرين عندما استخدم الجرافات في هدم المساكن، بل عمل على تفكيك حوالي عشرين وحدة ما بين أماكن للسكن وحظائر للأغنام ونقلها من المكان.
وقال "عرضوا (الجيش الإسرائيلي) علينا نروح معهم يفرجونا الأرض إللي بدهم يعطونا إياها رفضنا.. إذا أخلينا الأرض بتصير لقمة سائغة للمستوطنين يستولوا عليها لأن الهدف هو الاستيلاء على الأرض مش عملها منطقة عسكرية ولا شي".
وقال مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في وقت لاحق ردا على سؤال من رويترز حول ما يجري في تجمع حمصة الفوقا " رغم الاقتراحات التي قُدمت، رفض السكان نقل مجمعات الخيم التي أُنشئت بصورة غير قانونية وبدون امتلاك التصاريح والشهادات اللازمة بأنفسهم".
وأضاف "أمس (الاثنين) مع وصول القوات إلى الميدان، وبعد حوار آخر مع أفراد الإدارة المدنية، وافق سكان المكان على إخلاء أنفسهم بمساعدة وحدة التفتيش".
وأوضح في بيانه "إلا أنه، وبعد الانتهاء من تفكيك الخيم من قبل السكان وتحميلها على شاحنات التوصيل، عدل السكان عن قرارهم ورفضوا إخلاء المكان. ولذلك، تم التحفظ على الخيم المفككة بموجب الصلاحيات والاجراءات".
وانضم عدد من نشطاء المقاومة الشعبية إلى سكان تجمع حمصة الفوقا منذ يوم الاثنين.
وقال محمد الخطيب الناشط في لجان المقاومة "نحن هنا لمناصرة هؤلاء السكان لأن شعارنا البقاء مقاومة، ولأن تعزيز صمودهم عنصر أساسي لحماية هذه الأراضي التي تبلغ عشرات آلاف الدونمات".
وأضاف لرويترز أثناء وجوده في التجمع البدوي الذي تحوطه المستوطنات الإسرائيلية "وجود هذه العائلات هو حماية لهذه الأراضي وأي إخلاء لهذه الأرض من خلال التراضي هو من أجل (هدفه) الهروب من الملاحقة الجنائية الدولية".
وأوضح الخطيب أن "السكان يرفضون أي مقترح لمغادرة المكان لأن وجوهم حماية لهذه الأرض".
وأضاف "عاش الأهالي ليلة عصيبة منهم الأطفال والنساء تحت البرد
حاولنا قدر الإمكان توفير بعض الاحتياجات لهم سيكون هناك اعتصام مفتوح لمساندتهم وسنكون دائما مناصرين ومساندين لهم".
وأطلع رياض المالكي وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة الفلسطينية منسق الأمم المتحدة الخاص الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط تور ونسلاند على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وقال بيان للوزارة إن المالكي استعرض خلال اجتماعه مع ونسلاند بمقر الوزارة في رام الله "الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية المحتلة، وتحديدا مواصلة بناء المستعمرات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه واعتداءاتهم المتواصلة على الشعب الفلسطيني وحقوقه".
أضاف البيان أن هذه الإجراءات "تهدف جميعها إلى ضم أكبر جزء من أرض دولة فلسطين، وكذلك أعمال الهدم والتدمير والتهجير القسري والتي كان آخرها، إقدام قوات الاحتلال على هدم خربة الحمصة الفوقا في الأغوار الشمالية للمرة الثانية".
(تغطية صحفية للنشرة العربية من علي صوافطة- تحرير محمد محمدين)